تجري اليوم الثلاثاء انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة، حيث سيكون التنافس على أشده بين عدد من التشكيلات السياسية للظفر بأكبر عدد ممكن من المقاعد في الغرفة العليا التي ستشهد عملية تجديد نصف أعضائها، والخاصة بالمنتخبين المحليين، المقدر عددها ب96 مقعدا، تخضع 48 منها إلى الانتخابات الجزئية، أما ال48 المتبقية التابعة للثلث الرئاسي، فإن نصفها سيخضع لعملية التجديد من خلال تعيين رئيس الجمهورية لشخصيات من النخبة• تأكد رسميا أن عدد الأحزاب السياسية التي ستتنافس على 48 مقعدا في الغرفة العليا قد أصبح معروفا لدى الجميع، حيث سيقتصر على مشاركة كل من جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، الجبهة الوطنية الجزائرية، حركة مجتمع السلم، وبدرجة أقل الجبهة الوطنية الجزائرية والأرسيدي، حركة الدعوة والتغيير وبعض المنتخبين الأحرار، بينما فضل حزب العمال التحالف مع الأرندي بمنحه أصوات منتخبيه• وكما كان منتظرا، حدثت بعض التحالفات غير المنطقية مثلما صرح به قياديون في الأرندي أثناء بداية التحضير لهذا الموعد الانتخابي عندما صرح بأنه ''لا يجب أن تستغربوا من التحالفات التي قد تحدث مع أحزاب سياسية لا علاقة لنا بها، لكن يتعين التعامل معها من أجل المصلحة المتبادلة''• وقد كان أول اتفاق سياسي تم التوقيع عليه وخرج إلى العلن، هو ما قام به الأرندي مع حزب العمال، والذي تم بموجبه حصول مرشحي الأرندي على أصوات منتخبي حزب العمال في جميع ولايات الوطن، ما عدا الجزائر العاصمة ووهران، التي فضل فيها حزب العمال مساندة مرشحي الأفالان، إلى جانب ولاية إيليزي، التي لا يملك فيها حزب لويزة حنون منتخبين محليين• كما تمت الإشارة إلى قيام الأرندي ببعض التحالفات المحلية مع حركة مجتمع السلم، حركة الدعوة والتغيير وكذا حركة الإصلاح الوطني• لكن يبقى حزب جبهة التحرير الوطني الأوفر حظا للفوز بحصة الأسد من المقاعد المتنافس عليها في انتخابات مجلس الأمة، بالنظر إلى العدد المعتبر لمنتخبيه المحليين والذي يمثل ضعف منتخبي الأرندي في غالبية ولايات الوطن، في حين يبقى نصيب كل منهما في الثلث الرئاسي مرهونا بيد رئيس الجمهورية• وقد كشف أحد القياديين في الأفالان أن ''هذا الحزب يكفيه أصوات منتخبيه المحليين بالفوز بغالبية المقاعد المتنافس عليها في الغرفة العليا، بالنظر إلى عددهم المعتبر شريطة أن يلتزم هؤلاء بالانضباط ويتفادون الانشقاقات''، لكن تضطر القيادة في غالب الأحيان للجوء إلى التحالفات من أجل ضمان أصوات جديدة تضاف إلى رصيدها تحسبا لأي طارئ قد يحدث أثناء الانتخابات، كالمقاطعة أو التصويت لصالح مرشح حزب آخر• وعلاوة على تحالفها مع حمس والدعوة والتغيير والأحرار، ضمنت جبهة التحرير الوطني أصوات منتخبين من تشكيلات سياسية معارضة، مثل الأرسيدي، الذي أبدى العديد من منتخبيه مساندته لمرشحي الأفالان مما سيدعم حظوظ هذا الحزب للفوز بمقاعد معتبرة في مجلس الأمة•