أثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول أمس وحاول فيه تبرير إقدام السلطة على تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، موجة من ردود الأفعال الغاضبة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والتي رأت في الخطاب استهزاء بمشاعر أسر الشهداء الفلسطينيين الذين كانوا يعولون على إدانة دولة الاحتلال بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد أبنائهم. وقال عباس، إن قرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستون جاء بناءً على توافق مختلف المجموعات في لجنة حقوق الإنسان وبعد دراسة الموقف من جميع جوانبه، ودافع عن قرار التأجيل معتبرا أنه جاء ''لتوفير أكبر عدد من المؤيدين للمشروع مستقبلاً، وكذلك حتى نُحقق الهدف ونحول دون تفريغ مشروع القرار من مضمونه السياسي''. واعتبر عباس أن الحملة التي انطلقت ضد قرار تأجيل التصويت على التقرير تهدف إلى ''التهرب من استحقاقات توقيع اتفاق المصالحة الوطنية لضمان استمرار انقسام الوطن والشعب ولتكريس الإمارة بالظلامية في القطاع، وضرب وتشويه المشروع الوطني بهدف تدميره لصالح مشروع مشبوه يقدم أوراق اعتماد ويتساوق مع مخططات إسرائيل لإضعاف وتقويض السلطة الفلسطينية''. وردا على الخطاب أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' خالد مشعل ''إن فريق سلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته يُمعن في الكذب، وأنه لم يعد أمينًا على مصالح الشعب الفلسطيني، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن فضيحة تأجيل تقرير جولدستون''. ونقل ''المركز الفلسطيني للإعلام'' عن مشعل قوله ''إنه لأول مرة يصدر تقرير دولي يدين الكيان الصهيوني بعد عدوانه على قطاع غزة، إلا أنه ظهر فريق فلسطيني يوفر الحماية للاحتلال وينقذه من إدانة المجتمع الدولي''. وشدَّد مشعل على أن حركة ''فتح'' تستحق قيادة أفضل من تلك التي تأتمر بإمرة الجنرال الأمريكي ''كيث دايتون''، وتعمل على كبح المقاومة، وتحرِّض الاحتلال الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني بعد التصريحات التي أدلى بها أفيجدور ليبرمان حول مطالبة السلطة للاحتلال الصهيوني باجتياح غزة وإسقاط حماس، والتي لم يقم أي أحد في سلطة رام الله بنفيها. من جانبه، شن القيادي البارز في الحركة محمود الزهار هجوما عنيفا ضد عباس، وقال ''إن محمود عباس يعيش حالةً من الوهم والأكاذيب، لافتًا إلى محاولته إقناع الناس أنه ليس الوحيد الذي اقترف جريمة تأجيل ''تقرير غولدستون'' بل هناك شركاء معه''. وأضاف: ''أراد عباس أن يتمسَّح بالمصالحة الوطنية وبحرصه عليها، وبإقامة الدولة، وهو بريء من ذلك، يظن أن الشارع لا يعرف من هو وما هي ارتباطاته، ويظن أن الذهاب إلى صندوق الانتخابات هو المخلص بالنسبة له، ونسي أنه انقلب على نتائج الانتخابات وتآمر مع أمريكا وإسرائيل للقضاء على نتائج الانتخابات''.