بعد" فضيحة" تعليق تقرير غولدستون من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله ، ، تواجه المساعي المصرية بشأن تحقيق المصالحة الفلسطينية، عقبات لا سيما عندما قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سحب مشروع قرار التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي لم تمنعه أصوله اليهودية من إدانة إسرائيل على جرائمها المرتكبة خلال عدوانها الأخير على غزة . حركة المقاومة الإسلامية حماس أرسلت وفدا إلى القاهرة يرأسه الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ، و ذلك من أجل طلب تأجيل موعد التوقيع على اتفاق المصالحة المقرر يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري ،حتى يتم التعاطي مع فضيحة تأجيل تقرير غولدستون، و حتى لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يضم الفصائل والهيئات الفلسطينية داخل و خارج فلسطين، أكدت هي الأخرى تأجيل المصالحة الفلسطينية بعد فضيحة محمود عباس في جنيف بشأن تقرير غولدستون، التي قوبلت بردود أفعال قوية من طرف الدول العربية و الاسلامية، الأمر الذي أحرج السلطة الفلسطينية في رام الله، و جعلها تتراجع عن قرار تأجيل التقرير . إعلان حركة المقاومة الإسلامية تأجيل المصالحة، وضع الحكومة المصرية أمام خيارات صعبة باعتبارها راعية الحوار الفلسطيني، الأمر الذي دفعها مؤخرا إلى الرضوخ لقرار حركة حماس ، حيث وافقت على طلب تأجيل موعد توقيع اتفاق المصالحة، على خلفية تداعيات تأجيل مناقشة تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الأممي. فضلا عن أن التأجيل لا يمثّل حماس فقط، بل يمثل معظم الفصائل الفلسطينية ، التي تضم حركة حماس، الجهاد الاسلامي ،الجبهة الشعبية و القيادة العامة ، مما جعلها تمثل ثقلا كبيرا على الساحة الفلسطينية بشقيها الداخلي والخارجي، وتقرر تأجيل المصالحة بشكل جماعي. حماس كانت في موقف صعب قبل مناقشة تقرير غولدستون، وضعها فيه الرئيس عباس عندما أقدم على ترتيب بيته الداخلي، من خلال عقد المؤتمر العام لحركة فتح و لأول مرة منذ عشرين عاما، وانتخاب لجنة مركزية تضم وجوها، لها ثقل في الساحة حركة فتح و غيرها من الإنجازات الأخرى، كما أن تهديداته باللجوء إلى خيار الانتخابات مطلع هذا العام اذا لم تقبل بالمصالحة، أجبر الحركة للرضوخ إلى هذا التهديد، إلا أن فضيحة تعليق تقرير غولدستون من قبل سلطة عباس، أخرجت حماس من هذا الموقف المحرج، وتلقي بالكرة مجددا في ملعب الرئيس عباس . وفي ظل هذا الصراع الذي زادت حدته مؤخرا على خلفية تأجيل تقرير غولدستون، فانه من الصعب تحقيق اي مصالحة فلسطينية، و عليه فإن قرار تأجيل المصالحة هو حل أنسب في الوقت الحالي، و ذلك تفاديا لحدوث انقسامات جديدة من شأنها تأزيم الوضع الفلسطيني أكثر و أكثر .