احتضن المركز الثقافي الإسلامي نهاية الأسبوع ندوة فكرية بعنوان ''صدى مظاهرات 17 أكتوبر في الجزائر وبالريس '' استحضر من خلالها مجموعة من الدكاترة وقائع وخلفيات هذه المظاهرات . حيث أوضح الدكتور محمد الأمين بلغيث في مستهل مداخلته أن المظاهرات 17 أكتوبر 1961 تعتبر نقلة نوعية في الاحتجاج عن جرائم فرنسا في الجزائر فجسدت مدى الوعي السياسي والنقابي للمهاجرين مبرزا أن معظم المهاجرين تكونوا في معامل فرنسا والتي تشكل منها وعى سياسي كبير . من جهته أبرز طيب بوسعد أن الهجرة الجزائرية إلى فرنسا ارتبطت بالحركة السياسية، فالمناضلون الجزائريون في فرنسا تفاعلوا مع والوقائع الأولى للثورة في وقت مبكر حيث نقل العمل العسكري إلى عقر دار العدو فقاموا يوم 25 أوت 1958 بعملية تفجير لمصانع بترولية فرنسية ولان الجالية الجزائرية كان لها مركز ثقل كبير تدخلت فرنسا لقمع منبع من المنابع الهامة التي كانت تمول الثورة الجزائرية . كما ذكر بوسعد أن المظاهرات جاءت كرد فعل على القرار المجحف الذي أصدره حاكم فرنسا بمنع تجوال الجالية الجزائرية دون غيرها من الجاليات وكان لا بد لجبهة التحرير الوطني أن تكسر الحصار وتثبت أنها تتحكم في الجزائريين في فرنسا بإعطائها الإشارة للمتظاهرين للقيام بالمظاهرات . في حين استعرض مديني بشير النتائج السلبية والايجابية لمظاهرات أكتوبر التي بينت مدى نضج للثورة الجزائرية فتواجد جالية جزائرية كبيرة العدد داخل فرنسا منظمة ومهيكلة حسبه دليل على تمكن الثورة خارج الجزائر وفي ختام مداخلته أعاب مديني غياب الأرقام الخاصة بأحداث أكتوبر 1961 مطالبا في السياق ذاته الجهات المسئولة ضرورة السعي وراء تحديد أرقام الضحايا و ضرورة المطالبة بالوثائق الخاصة بالمظاهرات والبالغ عددها 365 وثيقة متواجدة على مستوى الأرشيف الفرنسي