اعتبر الدكتور محمد الأمين بلغيث الأستاذ المحاضر بكلية العلوم الإسلامية –جامعة الجزائر- ، والدكتور" بشير مدني" مظاهرات 17أكتوبر1961 بباريس نقلة نوعية في أحداث الثورة الجزائرية المظفرة، إذ تمكنت الجبهة من نقل الثورة من جبال الجزائر وشوارعها إلى عقر دارها، وتمكن المتظاهرين من إفهام أبناء الشعب الفرنسي والمجتمع الدولي بأن القضية الجزائرية هي قضيو عادلة، هي قضية شعبت سلبت منه حريته. كما أكد الدكتور "بلغيث"بأنها تعتبر نقلة نوعية في الاحتجاج على الجرائم التي قام بها المستدمر الفرنسي في الجزائر لأزيد من قرن وثلاثين سنة، كما أشار في ذات السياق بأنه قد كان لهذه المظاهرات دور بارز في توعية الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، وإقناعها بوجوب التعاون مع جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني قصد تخليص وطنهم من قيود المستدمر الفرنسي ، وإيصال فكرة أن الثورة الجزائرية قادرة على دك المستدمر في عقر داره "باريس"، لينوه إلى غياب الدراسات التاريخية التي تعنى بهذه المظاهرات وقلتها، وعدم وجود دراسات أكاديمية كذلك تبرز مدى الوعي السياسي والنقابي والجمعوي المتواجد في تلك والفترة، والدور البارز الذي قامت به الجالية أيام المظاهرات وما أقدمت عليه من تعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية أيام المظاهرات وإغلاق المحلات التجارية، كما أشار إلى أن الجزائريين انطلقوا في شوارع باريس بحث عن لقمة العيش التي اختطفت من أفواههم في عقر دارهم ، وأعطيت صائغة للدخلاء من شذاذ أوربا ، فعبروا بذلك عن أروع صور التضامن مع أبناء شعبهم الذي مرت عليه مايقارب سبع سنوات من الجهاد وما تحملوا مع من تعذيب وتشريد وإذلال ،فجابهتهم السلطات الفرنسية بأبشع صور التقتيل والتعذيب والرمي في نهر السين، وذلك بإلقاء أزيد من ثلاثمائة نفش بشرية ليلتهمها حوت السين، كما تحدث الأستاذ طيب بوسعد عن بدايات الهجرة الجزائرية إلى فرنسا التي قال عنها بأنها تعود إلى أواخر القرن 19 بحثا عن لقمة العيش وتحسين الظروف الاجتماعية، ليؤكد على أن أبناء الجالية كان لهم دور بارز في الثورة وذلك من خلال العديد من الأمور كتقديم المساعدات المادية وغيرها ، وشل الحركة الاقتصادية في مصانع في فرنسا في بعض الأحيان، كما تمكنت من نقل العمل العسكر إلى عقر دار العدو .