للمرّة الثانية في تاريخه، يدخل لبنان مجلس الأمن عضوًا غير دائم، وهو دليل ثقة بهذا البلد، ويُمثّل فرصة له للدفاع عن مصالحه ومصالح العرب وحقوق الإنسان، فلقد فاز لبنان بعضوية مجلس الأمن الدولي ب 180 صوت من أصل ,190 في الانتخابات التي جرت أول أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لخمسة أعضاء جدد غير دائمين في المجلس وذلك للمرة الأولى منذ العام .1953 وتنتخب الجمعية العامة عشرة أعضا آخرين من الأممالمتحدة ليكونوا أعضا غير دائمين في المجلس. وقد ارتفع عددهم من 6 إلى 10 أعضا العام ,1965 ولكل عضو من أعضا المجلس صوت واحد. وتتخذ القرارات بشأن المسائل الإجرائية بموافقة تسعة على الأقل من الأعضا ال .15 ولاقى انتخاب لبنان ترحيبًا محليًا عربيًّا ودوليًّا، وقد اعتبر الرئيس ميشال سليمان في كلمة ألقاها في افتتاح السنة القضائية في قصر العدل، بحضور الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة، أن وجود لبنان كعضو في مجلس الأمن يشكل شبكة أمان ضد أي أطماع أو مغامرات إسرائيلية. وأضاف أن لبنان سيكون العين الساهرة لمنع ما يمكن أن يطرح من مشاريع مشبوهة تهدف إلى إهدار حقوقه وحقوق الفلسطينيين والعرب، ورأس حربة لحماية مصالحه ومصالح الأمة العربية وللدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة تأكيد المطالبة والعمل على حق العودة للاجئين الفلسطينيين. ومن جهته، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة على أن انتخاب لبنان سيمكنه من عرض قضاياه والدفاع عنها، كما أنه سيكون موضع ثقة العالم به وموضع ثقة إخوانه العرب. وقال السنيورة إن ذلك يدل على أن لبنان الدولة والجمهورية والنظام الديمقراطي يحظى بدعم واحترام إخوانه العرب وأصدقائه في العالم وعددا وافرا من الدول. وأضاف أن لبنان يعتبر هذا الاختيار بمثابة تصويت أممي لصالحه كنموذج في العيش المشترك والنظام الديمقراطي، وفي هذا المجال قال الرئيس بري في دردشة لجريدة «الديار» اللبنانية إن لبنان لن يكون ليّنا في هذا الموقع المهم بالنسبة إلى القضية الكبرى قضية فلسطين، أو بالنسبة إلى رفض التوطين ودعم الحقوق العربية. فيما قال السفير اللبناني في الأممالمتحدة نواف سلام إن فوز لبنان بعضوية مجلس الأمن هو ''نتيجة التأييد الكبير الذي حصلنا عليه، فلبنان هو المرشح العربي منذ أكثر من 12 عامًا لعضوية مجلس الأمن وحاز أيضًا على تأييد المجموعة الآسيوية ومجموعة دول منظمة المؤتمر الإسلامي، ورحبت الولاياتالمتحدة بانتخاب لبنان والدول الأربع الأخرى وقالت مندوبتها إلى الأممالمتحدة سوزان رايس: ''إن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى العمل مع كل من تلك الدول، كما سنواصل دورنا الحيوي في المجلس''.