كشفت دراسة حديثة أنجزها مختص في علم الاجتماع وخبير في الاقتصاد أن الجزائريين الموجودين في فرنسا يواجهون صعوبات كبيرة في إنهاء دراساتهم العليا، فنسبة ليست بالقليلة منهم لا تكمل دراستها الجامعة وتغادر الأقسام قبل التخرج. وحذرت الدراسة التي شملت عشرين ألف طفل من المهاجرين في فرنسا من الجنسين ، من الصعوبات التي يوجهوا الأطفال الجزائريون والأفارقة في دراستهم، والتي تتسبب في عدم إتمام تعليمهم حتى التخرج. كما بينت الدراسة ذاتها أن الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأطفال أكثر من تلك التي تقف في وجه أقرانهم المنحدرين من دول أجنبية أخرى. وتشير الدراسة إلى أن اندماج أبناء المهاجرين في فرنسا يسير بشكل جيد سواء تعلق بأولئك المنحدرين من جنسيات ايطالية أو برتغالية، أو من الدول المغاربية وحتى الإفريقية، إلا أن أطفال المنحدرين من القارة السمراء يبقون أكثر عرضة لعدم إتمام دراستهم بسبب ظروف اجتماعية، يأتي الفقر في مقدمتها. واستنجت الدراسة أنه بالرغم من أن جميع الأطفال متساوون داخل الأقسام الدراسية، إلا أن هذه الأخيرة غير قادرة على محو الظروف الاجتماعية للأطفال، وجعلها وفق درجات متعادلة، الأمر الذي يدفع بأطفال الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا يتخلون عن الدراسة في سن مبكرة مقارنة بأولئك المنحدرين من قارات أخرى غير القارة الإفريقية. وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الأطفال المنحدرين من القارة الآسيوية أكثر المهاجرين قدرة على إكمال دراساتهم العليا مقارنة بباقي المهاجرين، بل إنهم يتفوقون على الأطفال الفرنسيين، مؤكدة أنهم الأكثر حصولا على نتائج جيدة سواء تعلق الأمر بالإناث أو الرجال منهم .