قال بعض المجاهدين ... ''الاستقلال استقلالنا والحرية حريتنا وقد أخرجنا المستعمر من أراضينا بأيدينا، ودفعنا ثمنا لحريتنا واستقلالنا أكثر من مليون ونصف مليون شهيد''،.. وأضافوا: ''لقد ساعدتنا كل الدول العربية سيما تونس والمغرب والعراق''، في حين اعتبر هؤلاء المجاهدون أن مسألة اعتراف فرنسا بجرائمها التي ارتكبتها خلال الحقبة الاستعمارية وتقديم اعتذاراتها هي حق ودين يجب أن تسدده فرنسا للشعب الجزائري، متسائلين عن سبب رفضها الحذو حذو إيطاليا التي قدمت تعويضات لليبيا. ويبرز المجاهدون حتمية ذهاب السلطات الفرنسية نحو اتخاذ القرار الصائب إذا ما أرادت ربط علاقات الصداقة مع الجزائر، بالتعجيل في الاعتراف بجرائمها وتقديم اعتذاراتها . وصرح المجاهد عمار لونيس ل ''الحوار'': ''إننا لم نتردد قط في دفع دمائنا لأجل استقلال الجزائر، وهذا الاستقلال الذي ننعم به اليوم هو حقنا ونتيجة كفاحنا، فلا أحد أعطانا إياه، ولا منحنا إياه، لقد رخصنا دماءنا حتى نخرج العدو من أراضينا ودفعنا الثمن غاليا، تجاوز المليون ونصف مليون شهيد، فالحرية إذا صنعناها بدمائنا''. وتابع المجاهد لونيس ..''من حقنا اليوم أن نطالب فرنسا الحذو حذو إيطاليا التي اعترفت بجرائمها وقدمت تعويضات مالية لليبيا، فنحن نستأهل ولسنا أقل من أي دولة استعمرت، بل نحن الأحق والأولى بالاعتراف والاعتذار''، وتساءل المجاهد كيف تطالب فرنسا تركيا الاعتراف بجرائمها التي ارتكبتها ضد الشعب الأرميني وتقف هي موقف المتعنت الرافض لتسديد دينه للشعب الجزائري. وفي اعتقاد المجاهد عمار لونيس فإن على فرنسا أن تعترف بالجرائم التي ارتكبتها خلال الحقبة الاستعمارية وتقدم اعتذاراتها بعدها تطالب تركيا وغيرها بالاعتراف بجرائمها''. وعن الدعم العربي خلال الثورة التحريرية قال المجاهد: ''لقد ساعدنا أنفسنا واتكلنا على سواعدنا، لكن لا ننكر أن من الدول العربية من ساندت قضيتنا كالمغرب وتونس ودون أن ننسى الجنرال عبد الكريم قاسم حاكم العراق فقد كان مهتما بالحركة الوطنية وبقضية تحرير الجزائر وساندنا كثيرا''. وهو ما لم ينكره المجاهد بخوش عبد القادر الذي أكد أن الدول العربية مثل المغرب وتونس والعراق قدمت المساعدة للجزائر خلال الثورة التحريرية، وآمنوا بقضية تحرير الجزائر، وأبرز المجاهد بخوش عبد القادر إلحاحه الشديد على فرنسا بوجوب أن تقدم اعتذاراتها واعترافها بجرائمها التي ارتكبتها خلال الحقبة الاستعمارية، مذكرا بجريمة 8 ماي 45 حين خرج الجزائريون مطالبين فرنسا الوفاء بوعدها وتقديم الاستقلال بيد أنها قابلت المسيرة السلمية بالسلاح وحولتها في لحظة واحدة فقط إلى مجزرة حقيقية، راح ضحيتها أكثر من 45 ألف جزائري أعزل. واستفسر المجاهد عن رفض فرنسا لحد اليوم الإقرار بما اقترفته من جرائم بشعة في تلك الحقبة الاستعمارية في الوقت الذي تصر فيه على تركيا بالاعتراف بجرائمها في حق الشعب الأرميني، مكررا التأكيد ''إننا كمجاهدين نبقى نلح على فرنسا وجوب أن تعتذر لنا لأننا لن نسكت ولن نغفل وسنظل نطلب ونلح لأن هذا المطلب حقنا الشرعي ولأننا لسنا أقل من الدول التي قدمت لها التعويضات المالية''.