بعد تسجيل أول حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير في أوساط تلاميذ العاصمة وبالضبط بمتوسطة بوعمامة ''ديكارت'' سابقا، حيث أعلنت عنها وزارة التربية أول أمس واضطرت إلى إغلاق قسم الثانية متوسط لمدة أسبوع كامل بصفة وقائية، في حين علمنا من مصادرنا وجود 12 حالة لتلاميذ في نفس المؤسسة التربوية مشتبه فيها أحدثت هذه الإصابات التي أعلنت عنها وزارة التربية في قلب العاصمة حالة كبيرة من القلق والتوتر في الأوساط المدرسية لدى كل من الأولياء ومدراء المدارس والمعلمين. حيث ضاعفت المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة إجراءاتها الوقائية بتكثيف المعلمين رقابتهم على التلاميذ ومنع أي تلميذ مصاب بالأنفلونزا الموسمية أو السعال من دخول الأقسام إلا بعد الشفاء التام وبإثبات الطبيب، حسب ما أكده لنا مدراء بعض المدارس الابتدائية في ساحة أول ماي. أكدت مديرة مدرسة ابن الناس الابتدائية بساحة أول ماي السيدة قالمي في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار''، أن الطاقم التعليمي والإداري بالمؤسسة يعمل منذ أول يوم للدخول المدرسي على مراقبة الوضعية الصحية للتلاميذ خاصة من المتمدرسين في القسم التحضيري والسنة الأولى لصغر سنهم وعدم قدرتهم على التعبير جيدا عن إحساسهم بالمرض، وهذا من باب الوقاية والعمل على عدم انتشار العدوى بين التلاميذ والتأكد من سلامتهم فإهمال بعض الأولياء لوضعية أبنائهم الصحية وتساهلهم مع إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية قد تفتح المجال لإصابتهم بأنفلونزا الخنازير، التي تحذر وزارة الصحة منها. المصابون بالأنفلونزا الموسمية ممنوعون من حضور الدروس كشفت السيدة قالمي أنها نشرت تعليمة داخلية في المدخل الرئيسي للمدرسة وبالبنط العريض موجهة لأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء تمنع السماح لأي تلميذ تظهر عليه علامات المرض كالتعب أو الأنفلونزا الموسمية العادية أو الرشح مثلا ، ولا يسمح لأي تلميذ تتوفر فيه هذه المعايير بتخطي أبواب المدرسة إلا بعد استظهار شهادة طبية تثبت شفاءه وتعافيه التام وعدم تشكيله أي خطورة على زملائه. وبعمل الفريق التربوي بالمدرسة على تطبيق التعليمة الداخلية بحيث تراقب المعلمات يوميا في ساحة المدرسة التلاميذ وتطلب المساعدة التربوية بمرافقة التلميذ المريض إلى منزل أهله لتشرح لهم ما يتوجب عبهم القيام به. من جهتهم، قالت المديرة، أبدى جميع أولياء التلاميذ خلال اجتماع جمعية أولياء التلاميذ الأسبوعي، ارتياحهم لهذا الإجراء الوقائي، ورحبوا به وأكدوا تجاوبهم من خلال حرصهم على منع أبنائهم المرضى من القدوم إلى المدرسة إذا ما بدت عليهم عوارض الرشح والإصابة بالأنفلونزا الموسمية، وتقدمهم شخصيا إلى الإدارة لتبرير غياب التلميذ. العيادات المدرسية تعمل على قدم وساق يعمل الفريق الطبي عبر العديد من المدارس جاهدا على نشر الثقافة الصحية في أوساط التلاميذ بتنظيم حصص تحسيسية مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، كما هو شأن متوسطة عيسات إيدير بساحة أول ماي، فقد أكدت لنا مديرة المدرسة السيدة بورنان أن المدرسة مجهزة بعيادة مدرسية مزودة بالأجهزة والأدوية اللازمة والضرورية للإسعافات والفحوصات الأولية. وأضافت المديرة أن الطبيبة والممرضة القائمتين على العيادة المدرسية اقترحتا في أحد الاجتماعات التي عقدتها المدرسة بين أولياء التلاميذ والإدارة من جهة والفريق الطبي من جهة أخرى، أن تخصص حصتان إلى ثلاث حصص أسبوعيا للثقافة الصحية والوقائية حيث يلقن التلاميذ شروط النظافة من طريقة غسل الأيدي باستمرار وتفادي الاحتكاك بالأشخاص المصابين بالرشح أو الأنفلونزا الموسمية، مع حثهم على تجنب التواجد في الأماكن المغلقة التي تعج بالأشخاص، ولاسيما تلك التي يوجد فيها مدخنون وعدم استعمال نفس أواني الطعام التي استعملها أشخاص مصابون بالأنفلونزا الموسمية. كما عمدت إدارة المدرسية على توفير قارورات من الصابون السائل على مستوى دورات المياه من باب الوقاية، وحث التلاميذ على استعمال المعقمات من الحجم الصغير وحملها معهم باستمرار في حقائبهم المدرسية واستخدامها قبل تناول وجبة العاشرة أو أي وجبة أخرى أو لدى استخدامهم للمناديل الورقية. ومع ظهور إصابات بأنفلونزا الخنازير في الوسط المدرسي غرب الوطن، أضافت المديرة كثفنا من العملية التحسيسية.