نفى المدير العام للأمن الوطني العقيد على تونسي في تصريح خاص ل '' الحوار '' أن يكون لديه أي معلومات جديدة حول مشروع إقامة سياج الكتروني عبر كافة الجهات الحدودية للبلاد، كما عاد العقيد '' سي الغوتي '' وهو الاسم الثوري للعقيد علي تونسي للحديث على بعض الذكريات حول تكوين دفعة العربي بن مهيدي على الحدود الغربية أيام ثورة الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي، بعدما كان قد استذكر قبل أيام في حوار له مسار نشأة جهاز مخابرات الثورة التابع لجيش التحرير الوطني، حيث كان العقيد '' الغوتي '' أحد أبرز المنتسبين إلى هذه الدفعة. وكانت '' الحوار '' قد سألت المدير العام للأمن الوطني لدى إشرافه على انطلاق برنامج '' اختار وجهة الجزائر '' بمطار هواري بومدين الدولي، وهو المشروع الذي يأتي بالتنسيق مع كل من وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة، بالإضافة إلى كل من المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك الجزائرية، حول آخر الأخبار التي تتعلق بإقامة سياج الكتروني على كافة الحدود الجزائرية، لاسيما مع ورود أنباء على إطلاق صفقة ب4 مليار دولار كان موقع الكتروني جزائري خاص بالأنباء قد بثها، مشيرا إلى رغبة السلطات الجزائرية في بناء سياج مشابه لذلك الواقع والفاصل بين كل من الحدود الأمريكية والمكسيكية. وقال تونسي إن الإجراءات والبرامج الخاصة بمجالات الأمن الوطني قد جرى إبلاغها للأسرة الإعلامية وللمواطنين، نافيا أن تكون لديه معلومات تخص هذا الجانب، لكنه في المقابل اعترف بنجاعة التجربة التي أكد علمه بها في ناحية الحدود الأمريكية المكسيكية، والتي أثبتت نجاعتها في القضاء والإقلال من حجم الجريمة والهجرة السرية وتهريب المخدرات وتجارة السلاح الرائجة في تلك البقعة من العالم. وفي موضوع آخر، اغتنمت ''الحوار'' الفرصة لمعرفة رأيه حول آخر المعلومات الهامة والتي أدلى بها العقيد السابق في الجيش الوطني الشعبي وضابط جيش التحرير الوطني '' علي حملات '' حول دور ''سي الغوتي'' ، من خلال نص الحوار السابق الإشارة إليه حول دفعة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، وهي النواة الأولى المكونة لجهاز الاستخبارات والأمن الجزائري، هنا وجه تونسي تحياته للعقيدين ''علي حملات'' و ''شفيق مصباح''، وقال إنه ما يزال واحد من بين 5 فقط على قيد الحياة، ومن بينهم '' سي عبد النور '' '' وهو الاسم الثوري للوزير الحالي عبد الحميد تمار '' ، من بين تلك المجموعة التي تكونت منها دفعة الشهيد العربي بن مهيدي. وصحح العقيد '' الغوتي '' معلوماتنا، حين سألناه على دوره في جهاز '' المالغ '' التاريخي، مشيرا أنه لم ينتسب يوما إلى ذلك الجهاز الذي أكد دوره الريادي والحاسم في ضربات جيش التحرير الوطني ضد المحتل الفرنسي، بالإضافة إلى تلك المعلومات التي كان يزود بها '' الجبهة '' في الداخل والخارج وعبر كافة نقاط تمركزه في الدول والقرى والمداشر، موضحا أن دوره كان في مجال آخر لا يبعد عن عمل الاستعلامات العسكرية لجيش التحرير الوطني. وذكر العقيد في الأخير، لدى مغادرته مطار هواري بومدين الدولي أن هذه المنجزات الضخمة هي أمانة الشهداء الذين حلموا أن يأتي اليوم الذي تزدهر فيه الحياة، ولم يجدوا إلا تقاسم خبز '' كسرة '' بينهم في صقيع كافة جبال الوطن من الونشريس والأوراس وجرجرة ورمال الصحراء الحارقة، داعيا النشء والأجيال المتعاقبة للحفاظ على هذه الأمانة.