يحتل سوق دبيبباب الزوار مكانة مميزة بين أسواق المنطقة حيث يتميز بكونه مكانا اجتمعت فيه أنواع كبيرة من السلع المختلفة التي تسهل مهمة الشراء والانتقاء للمتسوقين، كما أن تموقعه وسط حي شعبي واقامات جامعية جعل منه مقصدا للكثير من الطلبة والمواطنين. المثير ان ذياع صيته استقطب إليه تجارا من مناطق مختلفة من الوطن وحتى من خارجه. يعرف سوق دبيبباب الزوار حركية دائمة لا تنقطع إلا يوم الجمعة، وقد بدأ هذا الأخير يعرف شهرة كبيرة تجاوزت بلدية باب الزوار الى المناطق المجاورة لها، حيث يشهد هذا الفضاء التجاري إقبالا مكثفا من قبل العائلات التي تقصده للتسوق إذ يتوفر المكان على عدد كبير من السلع في ان واحد من ملابس وأجهزة كهرومنزلية وأوانٍ وافرشه وجهاز العرائس والمأكولات وغيرها، وهو ما تفتقده اغلب الاسواق المجاورة حيث لا تتوفر على هذا الكم من السلع في وقت واحد.ولمن لا يعرف سوق دبي او الجرف فهو فضاء تجاري واسع وفريد من نوعه يقع في حي سكني، حيث تعتبر المحلات السفلية للفيلات والمساكن الموجودة هناك أماكن يعرض التجار سلعهم داخلها وهو ما حول شوارع هذا الحي الى بازار مفتوح طوال العام. يتمتع سوق دبي بخاصية فريدة من نوعها إذ يعتبر السوق الوحيد على مستوى العاصمة الذي أنشئ بطريقة تلقائية حيث بدأت مجموعة في التجار في كراء محلات المباني السكنية في المنطقة وشيئا فشيئا تحول المكان الى سوق كبير يقصده آلاف الزوار يوميا. ورغم المشاكل التي تحدث بين الحين والآخر إلا ان السوق بقي محافظا على تواجده وشعبيته الكبيرة بين سكان المنطقة والبلديات المجاورة لها وحتى الولايات الأخرى ويكثر الإقبال على السوق، خاصة من طرف فئات مختلفة من المجتمع، حيث يوفر المكان على المتسوقين عناء البحث وزيارة أماكن أخرى، فبين محلاته العديدة تتنوع معروضات التجار. وأكثر ما يميز سوق دبي هو محلات الأواني والأثاث وديكور المنازل التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل المتسوقين، خاصة أن ما يعرض فيها تحف فنية غاية في الروعة والجمال. وما زاد من توافد المواطنين على السوق هو قربه من الإقامة الجامعية العالية للبنات بباب الزوار حيث يعتبر مقصدا يوميا للكثير من الطالبات اللاتي جعلنه مكانهن المفضل للتسوق. تجار أجانب يستغلون شهرة السوق لم يقتصر سوق دبي التجار العاصميين بل جذب التجار من مناطق مختلفة من الوطن خاصة الولاياتالشرقية كسطيف وتبسة وغيرها من الولايات الأخرى، حيث تتميز محلات هؤلاء ببيع جهاز العرائس ''التصديرة'' أو الأواني والأجهزة الكهرومنزلية. ولم يقتصر الامر على التجار الجزائريين فحسب بل هناك تجار من سوق دبي من دول أخرى كمصر وسوريا، وحتى تجار الصين وكوريا وجدوا أماكن لهم في سوق دبي ولم يفوتوا فرصة التواجد داخل هذا الفضاء التجاري الكبير. ويعمل التجار الصينيون والكوريون في تجارة منتجات يصنعونها بأنفسهم كالشراشف وأغطية السرير اما التجار المصريون فتتركز غالبية تجارتهم على الزرابي والأغطية الصوفية وبالنسبة للسوريين فقد اختاروا تجارة الملابس الجاهزة التي يقتنونها خصيصا من سوريا وتركيا من اجل بيعها في الجزائر. أعراس الحي لا تقام إلا بالجمعة رغم ذياع صيت سوق دبي إلا أنه لا يخلو كغيره من أسواق العاصمة من المشاكل التي تؤرق يوميات تجاره، خاصة المشاكل التي يثيرها السكان الذين يتضايقون من اكتظاظ شوارع حيهم يوميا بالتجار والسلع والمتسوقين الذين يسدون بحركاتهم منافذ الحي وحتى أبواب المنازل. فمن يريد ان يزور شخصا مقيما في هذه المنطقة عليه ان يسأل كثيرا قبل ان يعثر على الباب. ورغم ان العائلات هي من قامت بكراء محلاتها للتجار إلا انها لم تكن تتوقع، حسب احد السكان، أن يتحول الشارع الى سوق حقيقي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فالفوضى والضجيج هو ما يطبع يوميات هذا الحي وسكانه، وحتى الاطفال لا يستطيعون اللعب وممارسة هواياتهم خوفا من فقدانهم وسط جموع المتسوقين. وأكثر ما يثير استياء السكان هو عدم تمكنهم من إقامة الأعراس وسط الحي أو إخراج بناتهن العرائس، فمواكب العرس لا يمكنها ان تصل الى بيت العروس إطلاقا، وغالبا ما تقام أعراس سكان سوق دبي يوم الجمعة حين يغلق التجار أبواب محلاتهم لأخذ استراحتهم الأسبوعية.