دعا البروفيسور عيسى بوديبة، رئيس مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، إلى ضرورة إعداد حصص إشهارية منتظمة بالتلفزة الوطنية للوقاية من السكري بالمجتمع، وأصدر البروفيسور دليلا خاصا بمرضى السكري لمساعدتهم على التكيف مع مرضهم بالتعاون مع مجمع صيدال. وشددت الدكتورة رتيبة حناشي على ضرورة تقيد المنتجين بتوضيح كافة المعلومات الخاصة بالمواد الغذائية المخففة أو ال ''لايت'' الموجهة لمرضى السكري، من باب الوقاية وتفادي تناول المرضى كميات زائدة من الدسم والسكريات، مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة. أكد البروفيسور بوديبة بمناسبة يوم تكويني وإعلامي نظمه فريق مختص بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا يوم الأربعاء الماضي عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل سنة، أن داء السكري يصيب أكثر فأكثر الفئات الشابة مما يستدعى تعزيز وقاية ميدانية دائمة وعدم الاعتماد على الوقاية النظرية لوحدها.وقال بوديبة في نفس الإطار إن التعقيدات الناجمة عن داء السكري خطيرة جدا ومعيقة وأن داء السكري يتسبب بنسبة 75 بالمائة في الإصابة بأمراض القلب، مذكرا بضرورة توسيع الإعلام والتحسيس ولاسيما عبر الشاشة.ويرى أن الوقاية تتمثل في الإصغاء يوميا للمريض والتقرب من بيئته مشيرا إلى دراسة حديثة أثبتت أن سوء التكفل بالمريض تعود بنسبة 53 بالمائة إلى الطبيب الذي لا يكرس من وقته نسبة كافية للمريض وأن نسبة 43 بالمائة راجعة إلى المريض نفسه، في حين لا يمثل عدم استقرار المرض وتوازنه إلا 2 بالمائة فقط.كما قام البروفيسور بإعداد دليل خاص بالمرضى تحت عنوان ''السكري والمريض'' بمساهمة مجمع صيدال، حيث يعد الدليل وثيقة إرشادية لجميع مرضى السكري لكلا الفئتين، سواء في نوعية الحمية الواجب اتباعها أو العناية الشخصية بالقدمين، وكذا إرشادات خاصة بالأطفال المرضى الخاضعين للعلاج بحقن الأنسولين، وإرشادات خاصة بشهر رمضان. على المريض مراقبة نوعية الأغذية المخففة أشارت من جهتها الدكتورة رتيبة حناشي من مصلحة داء السكري من نفس المؤسسة الاستشفائية إلى النمط الغذائي الذي يجب أن يتبعه المريض، مركزة على احترام أوقات الأكل وتوازنها من حيث كميات الخضر والفواكه. وأكدت نفس المتحدثة في مداخلتها، بأن المواد الغذائية المنزوعة الدسم والخالية من السكر ''لايت'' غير خطيرة على صحة المريض ناصحة بعدم تخطى الكمية التي يجب تناولها، حسب توصيات المنظمة العالمية للتغذية والمنظمة العالمية للصحة. وأشارت المختصة إلى ضرورة قراءة البيانات المتواجدة على علب المواد الغذائية ''لايت'' واحترام النصائح المرافقة لها.وقدمت من جهة أخرى الدكتورة عزوز من نفس المؤسسة الاستشفائية عرضا مفصلا حول داء السكري من الصنف الثاني والأخطار الناجمة عنه، والمتمثلة في الإصابة بشتى الأمراض التي تمس الشرايين خاصة القلب. وحسب المختصة فإن داء السكري من الصنف الثاني، بالإضافة إلى العوامل الجينية، تساعد على انتشاره عوامل بيئية موازية إلى الإصابة بالسمنة.وللوقاية من داء السكري حثت المختصة على الكشف المبكر خاصة عند الأشخاص الذين يشكلون خطورة ودراسة العلاقة بين هذه العوامل ووضعية الشخص بالنسبة لمعدل السكر بالدم. وأثبتت دراسة أجرتها مصلحة داء السكري للمستشفى الجامعي مصطفى باشا على عينة تتكون من ألف شخص أن نسبة 23 بالمائة من هذه العينة مصابة بداء السكري. وأكدت الدكتورة عزوز أن نسبة لا يستهان بها من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة وثبتت إصابتهم بداء السكري من الصنف الثاني، هم من فئات العمر 45 سنة وما فوق، مما يدل أن هذا الداء يمس أكثر فأكثر فئات شابة. ووصفت الدكتورة داء السكري من الصنف الثاني بالمرض الخطير والوقاية منه ممكنة عن طريق ممارسة الرياضة بصفة منتظمة ونمط معيشي متوازن.