قدم الأستاذ مصطفى خالفة رئيس الجمعية الجزائرية لداء السكري والدكتور عبد العزيز داود مختص في نفس المرض يوم الجمعة بالجزائر العاصمة درسا للجمهور العريض حول داء السكري. وتلقى أكثر من 130 مصاب بداء السكري بين أطفال وكهول أتوا من ولايات تيبازة وتيزي وزو والبليدة وبومرداس وبئر خادم (العاصمة) وجمعية طب الأطفال لباب الوادي بالإضافة إلى الزوار الذين قصدوا مشتلة الشراقة، شروحات حول كيفية العيش بداء السكري والحماية من تعقيداته. وعرض الاستاذ خالفة درسا مدعما بالصور حول التغذية السليمة والجيدة التي يجب أن يحترمها المصاب بداء السكري حتى لايعرض نفسه للخطر من خلال ارتفاع أوانخفاض نسبة السكر بالدم. وقدم المختص سلسلة من أنواع الأغذية المفيدة للمريض والتي يجب التقيد بها مثل الخضر وبعض الفواكه واللحوم البيضاء الخالية من الدهون. أما الدكتور داود فقد نصح المرضى باحترام أوقات الأكل وتناول البقول وعدم الطهي الجيد للعجائن لأنها تحتوي على سكريات وكذا عدم الإكثار من بعض الفواكه الغنية بالسكر مثل الموز والعنب والتمر والرمان والكرز. وفيما يتعلق ببعض أنواع السكر المتوفر في السوق والتي تعوض السكر الصناعي، دعا الدكتور داود إلى عدم استعمال الكليكوز وسكاروز وفركتوز بينما يمكن تناول سكر أسبرتام الذي يحمل ذوق السكر ولكنه غير مضر بصحة الفرد لأنه خالي من الحريرات. من جانبه أرجع الاستاذ عيسى بوديبة رئيس مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا انتشار الاصابة بهذا المرض عند الاطفال الى التغذية غير المتوازنة التي تغلب عليها الدهنيات والسكريات بالاضافة الى الجانب الوراثي. ودعا الاستاذ بوديبة خلال ندوة صحفية نظمت بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من داء السكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل سنة الى ضرورة تحسيس المجتمع حول هذه الظاهرة وتوسيع التربية الصحية بالمدارس بالاضافة الى توعية الطفل وعائلته. وأشار بالمناسبة الى ان معدل انتشار الاصابة بداء السكري عند الاطفال -حسب سجل المستشفى الجامعي لوهران- يصل إلى 9 حالات لكل 100 ألف ولادة حية فيما يبلغ حسب سجل بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا 8 حالات لكل 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم من الولادة إلى 14 سنة. ويرى المختص أن التكفل بداء السكري عند الأطفال مسألة بالغة الصعوبة بالنظر إلى السن المبكرة التي لا تسمح باجبارهم على اتباع نظام غذائي معين. وحذرت بدورها الاستاذة صفية ميموني مختصة في داء السكري من مخاطر إصابة المرأة الحامل بداء السكري مشددة على ضرورة اتباع العلاج في حالة إصابتها لتفادي الأخطار التي تهدد حياتها وحياة جنينها. وأكد مختصون أن الأشخاص المصابين بداء السكري لا يجب عليهم أن يعتبروا هذا المرض مصيبة بل يتعين عليهم اتباع نظام معيشي من خلال التحلي بسلوكات بسيطة وعقلانية. وصرحت الدكتورة مارنيش صولاح أنه يجب على مرضى السكري "ترك الأفكار الخاطئة المتعلقة باتباع حمية غذائية صارمة وأن يأكلوا دون أي إحساس بالحرمان والاثم". كما دعت الدكتورة إلى مكافحة عدم التحرك من خلال تعداد مزايا النشاط الرياضي المنتظم بل والمعتدل مؤكدة على أخطار التبغ على الصحة. للإشارة أثبت التحقيق الوطني الثالث المتعدد المؤشرات أن داء السكري يأتي في المرتبة الثانية للأمراض المزمنة المنتشرة بالجزائر بعد ارتفاع ضغط الدم الشرياني. وأكد التحقيق الذي أشرفت على انجازه وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات بالتعاون مع الديوان الوطني للإحصاء وبمساعدة بعض الوكالات الأممية بالجزائر، أن معدل الاصابة بداء السكري يرتفع بشكل ملحوظ مع السن حيث ينتقل من 3.0 بالمائة عند شريحة العمر الأقل من 35 سنة إلى 1.4 بالمائة عند الأشخاص البالغ أعمارهم بين 35 و59 سنة ليصل إلى 5.12 بالمائة لدى شريحة العمر 60 سنة ومافوق. وحسب التحقيق الذي اعتمد على عينة من السكان تقارب 30 ألف عائلة من مختلف مناطق البلاد فإن النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال (3.2 بالمائة عند النساء و9.1بالمائة عند الرجال). من جهة أخرى، أكدت الاستاذة زهيدة مراد مختصة في طب العيون بالمستشفى الجامعي لامين دباغين (مايو سابقا) أن التعقيدات الناجمة عن مرض السكري تتسبب في إصابة الأعضاء النبيلة وفي مقدمتها العين. وحثت المصابين بداء السكري على زيارة الطبيب المختص في طب العيون للتأكد من عدم تأثير المرض على حاسة البصر. ومن بين مضاعفات داء السكري الأخرى أشار الدكتور عزالدين غانم مختص في داء السكري بالمستشفى الجامعي لباب الوادي إلى إصابة الأوعية والشرايين الدموية التي تؤدي الى تعرض الشخص المصاب بداء السكري لأزمة شرايين الدماغ وجلطة القلب، بالاضافة الى اصابة الاعضاء السفلى وكذا مرض الكلى والذي "لا يقل خطورة عن بقية الأمراض المذكورة الناجمة عن السكري". ولحماية قدم المصاب بداء السكري من التعرض الى بعض الاصابات دعت الطبيبة الى ارتداء حذاء من الجلد المريح وزيارة الطبيب منذ الوهلة الأولى لبروز إصابة ولو خفيفة بالقدم.