أكد الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري أن تحرير الجزائر كان بجهد الجزائريين أنفسهم رغم وجود مساندة من العالم العربي ،مضيفا في سياق آخر أن مؤسسات الثورة قد ساهمت في إرساء مؤسسات الدولة الجزائرية التي يراها أنها تأسست في 19 سبتمبر 1958 وليس 19 مارس .1962 وفي رده عن أسئلة الصحفيين خلال تنشيطه بمنتدى المجاهد محاضرة حول مؤسسات الثورة الجزائرية، أكد مهري أن دور مصر وباقي العالم العربي خلال الثورة التحريرية كان دور مساندة، إلا أن الجهد الأساسي هو جهد الشعب الجزائري، مردفا بالقول ''إن تحرير الجزائر كان بيد الجزائريين''، ومبينا أن ما قدمه العرب للجزائر كان حسب مستطاعهم، وأن الثورة الجزائرية قد تلقت دعما من دول أخرى كالاتحاد السوفيتي . وأوضح مهري أن المصريين قد اعتبروا نقل مقر الحكومة المؤقتة من القاهرة إلى الجزائر كأنه تخل عن التوجه العربي الذي انطلقت منه الثورة الجزائرية، وأنه ارتماء في حضن بورقيبة، مضيفا أن التونسيين ظنوا أن ذلك هو تقرب منهم، في حين أن سبب الانتقال يرجع إلى مبررات عملية كون أن قيادة الثورة رأت انه من غير الممكن أن تكون الحكومة بعيدة عن مسرح الحدث، إضافة إلى أن التنقل إلى القاهرة كان يتطلب تأشيرات وصرف أموال على عكس ما كان متوفرا في تونس. ورفض رئيس منتدى الحوار القومي العربي الخوض أو التعليق عن الادعاءات التي رسمها الإعلام المصري عقب هزيمة منتخبه الوطني لكرة القادم على يد الخضر . وبخصوص محتوى محاضرته ، بيّن مهري أن مؤسسات الثورة قد بدأت من المنظمة الخاصة التي تم اكتشافها، ثم تشكلت نواة أخرى أسسها العربي بلمهيدي وديدوش مراد، ومحمد بوضياف، والتي أعدت بعدها لاجتماع 22 التاريخي مضيفا أن بيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام أسس لبناء مؤسسات الثورة التي أنتجت الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر ,1958 مبينا أن هذا اليوم هو تاريخ قيام الدولة الجزائرية وليس 19 مارس، فانطلاقا من ذلك صارت الحكومة المؤقتة توقع معاهدات مع دول أخرى كاتفاقية جنيف للتقليل من الحروب، وهي التي وقعت بعدها اتفاقية إيفيان . ودعا مهري إلى كتابة تاريخ الثورة بطريقة علمية حرة وموضوعية، مبينا أنه قد حدثت خلال المسار التحرري أخطاء منها عملية التصفيات التي كان سببها غياب سلطة قضائية في قيادة الثورة، مضيفا أنه لا يمكن الادعاء أن أحدا من الشهداء أو المجاهدين قد خان الثورة، فالجميع كان هدفه استقلال الجزائر، ومؤكدا أنه رغم اختلاف وجهات النظر التي كانت بين من صنعوا الثورة إلا أنهم غلبوا مصلحة البلاد على اختلاف رؤاهم، داعيا إلى استحضار هذه الروح في وقتنا الحالي .