اعتبر امس الاستاذ عبد الحميد مهري ان تحرير الجزائر من براتين الاستعمار الفرنسي تجسد بأيادي جزائرية مؤكدا ان دور مصر كان دور مساندة سياسية ومادية، حيث قال ان مصر والعالم العربي لم يكن يستطيع ان يقدم اكثر مما قدم، وان الجهد الجوهري كان جزائريا بحتا. افاد المناضل والمجاهد الكبير عبد الحميد مهري في محاضرة القاها في جريدة المجاهد من تنظيم جمعية مشعل الشهيد ان الدولة الجزائرية تأسست بتاريخ 19 سبتمبر 1958 وليس في سنة 1961 كما يروج البعض ويرى مهري ان الدولة تتأسس مرة واحدة وليس عدة مرات . وخلال تطرقه لموضوع مؤسسات الثورة الجزائرية قال عبد الحميد مهري ان احداث ثورة التحرير المجيدة اخذت من العالم العربي نقطة انطلاق والاشتراك مع دول المغرب العربي. وذكر في سياق متصل ان استراتيجية الثورة حرصت على رأب الصدع الواقع داخل المجتمع وارتكزت على الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية، مشيرا الى اعتمادها على احترام الرأي الاخر لان حسبه داخل الثورة كان هناك اختلاف حول العمل النضالي غير ان جميع الثوار كانوا يتفقون على المبادىء الجوهرية الكبيرة، وخلص الى القول في هذا المقام ان العمل الداخلي لاينفي العمل الخارجي والعمل الفردي لاينفي العمل الجماعي . واعترف مهري ان عملية وضع وامداد الثورة بخطوط خارجية لم يكن سهلا. وذهب الاستاذ مهري الى التأكيد ان خيار السلام لايكون في ظروف الحرب اي السلام مع الاحتلال يعني حرب مشيرا الى مايحدث في الشرق العربي كما اسماه. وفي شق آخر اوضح مهري يقول ان مؤسسات الثورة اسست للانتقال الى مؤسسات الدولة. وفي سرد تاريخي قدم مهري عدة حقائق حول مؤسسات الثورة حيث ذكر ان الاستعمار الفرنسي انذاك حطم هياكل الدولة والبنية الاجتماعية للجزائر واستأصل النخبة مما اسفر عن انعدام هياكل الدولة انذاك، واقر حقيقة ان جميع مؤسسات الدولة ولدت من رحم الحزب وذهب الى القول ان المنظمة الخاصة كانت النواة الاولى لهذه المؤسسات وبعدها جاءت مجموعة 22 فكرست هذه الاخيرة حسبه الى الوحدة اكثر ثم ولد بيان اول نوفمبر كأول مشروع وطني للثورة، حيث تبنى استراتيجية جمع الجزائريين باختلافهم في الآراء وانتماءاتهم السياسية. بعدها حسب شهادة مهري جاء مؤتمر الصومام الذي قال انه جاء في الاتجاه الصحيح لبناء مؤسسات الدولة حيث خلق المجلس الوطني ولجنة التنفيذ والتنفيذ لانعدام السلطة القضائية. واعتبر مهري ان الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية كانت قوية، حيث فضلت اتخاذ موقف حيادي اتجاه هذه الحرب مما يؤكد انه كانت لديها دبلوماسية ومؤسسات دولة. وفيما يتعلق بانتقال الحكومة المؤقتة الجزائرية من القاهرة الى تونس أفاد انه كان لضرورة عملية حتى يكون الموجودين فيها قريبين من الجزائر، غير انه ترجمها المصريون على انها هروب من مصر والتونسيون على انها تقرب منهم وذهب الى ابعد من ذلك عندما قال ان المصريين اعتبروها انتقال من الخط العربي الى خط بورقيبة. واعترف مهري ان التعريفات الاكاديمية من الصعب تطبيقها على ثورة كبيرة وعظيمة مثل ثورة التحرير المجيدة.