ترى الأخصائية الاجتماعية دروش فضيلة أن هناك علاقة وثيقة بين التفكك الأسري من ناحية، وغياب القدوة واضطراب العلاقات وغياب الوازع الديني وتحدي التقاليد والأعراف والآداب الاجتماعية من ناحية أخرى، وبين بروز ظاهرة الأمهات العازبات. فشباب اليوم يتعجلون إشباع حاجاتهم النفسية والمادية دون النظر إلى عادات المجتمع، كما أنهم يفتقدون القدوة والوازع الديني. وتؤكد انه ومن خلال دراسة بعض الحالات تبين أيضًا اختلال العلاقات الأسرية وافتقادها للثقافة والوعي والحوار الدافئ العائلي، مما يجعل الأسرة مشتتة، ومن ثَم تصبح قرارات الأبناء منفردة نتيجة فشل الأبوين في التربية. ويفسر أستاذة علم الاجتماع لجوء الشباب، خاصة طلبة الجامعة، إلى علاقات خارج مؤسسة الزواج بسوء الأحوال الاقتصادية وارتفاع نفقات الزواج، فضلا عن إلحاح المطالب الجسدية، خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي. فصور العري والفيديو كليب والإلحاح على أذهان الشباب بأنماط غربية للعلاقات من خلال المسلسلات والأفلام الأجنبية، دفع الى سلوكهم هذا الطريق الخاطئ. غير انها ترى أن كل الأسباب السابقة ليست مبررة للانحلال الأخلاقي، ولكنها تؤدي إليه في ظل غياب الوازع الديني والأخلاقي. وأضافت أن تفشي ظاهرة الأمهات العازبات يرتبط أساسا بتحولات ثقافية واقتصادية وسوسيولوجية لعل أبرزها فشل مؤسسة الأسرة الممتدة وتقزيمها وتعاظم دور الأسرة النواتية، ومساهمة الشارع بشكل حاسم أيضا في تشكيل القيم داخل الأسرة. وأشارت إلى مسألة الظروف الاقتصادية التي أدت إلى تزايد ظاهرة الأمهات العازبات والأطفال مجهولي الوالدين بسبب التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تشهدها الجزائر منذ بداية التسعينيات، وهي الفئة التي قالت إنه لا يمكن تقديرها بطريقة دقيقة نتيجة للمناخ الاجتماعي السائد الذي يفرض على الأم العازبة التستر لوضعها وعدم البوح به، مضيفة أن التطور الاجتماعي وتجنيد الحركة الجمعوية سمح لهذه الأخيرة بطرح مشاكلها وطلب المساعدة. وصمة تلاحقه بسب خطأ لم يرتكبه تؤكد أستاذة علم اجتماع فضيلة دروش أن ارتباط الشخص مجهول النسب بالآخرين ''لا تكون طبيعيّة''، وهو ما أكدته الدراسات الاجتماعية المختلفة، لان هذا الشخص يشعر دوما بأن المجتمع يطلق عليه ''وصمة اجتماعيّة سلبيّة''. وترجع هذه الوصمة الاجتماعيّة إلى نظرة المجتمع ما يؤثر سلبا على طريقة تفاعله مع الآخرين بصورة أقل مما هي مع الأشخاص الطبيعيين، ما يؤثر بالنتيجة على عمق التلاحم الاجتماعيّ. في ظل ذلك كله، يستمر الجدل حول هذه المشكلة، فيما تبقى الوصمة الاجتماعيّة ''السلبيّة'' تلاحق مجهول النسب، نتيجة خطأ لم يرتكبه .