كثفت الجماعات الإرهابية في دول الساحل من عمليات اختطاف الرعايا الأوروبيين، ففي أقل من أسبوع تم اختطاف 4 رعايا، فرنسي وثلاث إسبان، حيث قامت الجماعات الإرهابية في دول الساحل باختطاف رعية فرنسي ليلة الأربعاء الماضي في ميناكا (أكثر من 1500 كلم إلى شمال شرق باماكو)، وذلك بعد ستة أشهر من قتل هذه المجموعة رهينة بريطانيا في هذه المنطقة، وصرح المصدر الذي رفض كشف اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية آنذاك قائلا ''كل المعلومات التي في حوزتنا تؤكد أن (بيار) كامات بين يدي إسلاميين مسلحين في الصحراء''، ثم أضاف ''الجناح المتطرف الذي يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب هو الذي يحتجزه''. وأضاف المصدر ''نحن على اتصال مع السلطات الفرنسية التي أطلعناها على هذه المعلومات''. من جهتها، أعلنت وزارة الأمن الداخلي في مالي أن الفرنسي استقر في ميناكا منذ 2008 حيث يرأس منظمة محلية ويدير فندقا. ونفى المصدر أن يكون ''الإرهابيون المسلحون'' وفدوا مباشرة إلى ميناكا لخطف المواطن الفرنسي، وقال ''لم يأتوا بأنفسهم، وبالتالي هناك وسطاء، ويمكن البحث عنهم بين معارف كامات أنفسهم''. وإثر الإعلان عن الخطف، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة الفرنسيين المقيمين في شمال مالي وشرقها، ''إلى مغادرة المنطقة فورا بسبب تصاعد جديد للخطر الإرهابي''. وفي بيان، ربطت الخارجية الفرنسية طلبها هذا بخطف بيار كامات ''61 عاما''، وقالت الخارجية إن الدعوة إلى مغادرة المنطقة ''والعودة من دون تأخير إلى العاصمة'' المالية موجهة إلى الفرنسيين الموجودين في مناطق كيدال وغاو وتومبوكتو والذين يقدر عددهم بعشرة أشخاص. وأوضحت أن ''هذا الطلب يشمل أيضا النيجر وشمال الخط الذي يربط ايورو وتاهوا وغانغارا ونغيمي''. وتطالب أجهزة أمنية غربية عديدة برأس ''أبو زيد'' الذي يوصف بزعيم الجناح المتشدد'' و''الرئة'' الحقيقية في تنظيم ما يسمى ''قاعدة المغرب'' الإرهابي، وهو نفسه من تبنى قتل رهينة بريطاني في هذه المنطقة قبل ستة أشهر إثر رفض لندن مطالب التنظيم بإطلاق سراح إرهابين معتقلين لديها ودفع فدية، وهاهي نفس الجماعات تقوم باختطاف 3 رعايا إسبان. ويلاحظ مراقبون أن الحديث عن طلب الفدية التي دعت الجزائر في كل مناسبة إلى تجريمه، كان آخره حسب ما جاء على لسان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني في اجتماع وزراء داخلية غرب المتوسط نهاية الأسبوع الماضي الذي دعا إلى تجريم هذا الفعل الذي يزيد من الدخل المالي للتنظيمات الإرهابية، والتي أكد من خلالها أن التطرف والإرهاب يمكن أن تتبناه أية إيديولوجية أخرى ولا يجب حصره في واحدة. كما أن الجماعات الإرهابية التي عزلت في منطقة الساحل جراء تضييق الخناق عليها من قبل قوات جيوش المنطقة من مالي، موريتانيا، الجزائر والنيجر أصبحت تبحث اليوم عن الصدى الإعلامي خاصة الدولي ولن تجد أحسن من ذلك إلا إذا اختطفت الأوروبيين، وهذا من أجل إثارة الدول الأوروبية التي تخشى على رعاياها والحصول على مبالغ مالية هي الآن في أمس الحاجة إليها بعد العزل التام الذي تلاقيه في المنطقة، رغم أن الضحايا سيكونون بلا شك هم المواطنون من أبناء المنطقة. جدير بالذكر أنه في الأشهر الأخيرة، تعرض عدد من المواطنين الغربيين لعمليات خطف في منطقة الساحل قبل أن ينقلوا إلى شمال مالي، ثم يفرج عنهم مقابل دفع فديات، باستثناء سائح بريطاني قتله ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب في جوان الماضي.