تشير التقارير الأمنية إلى أن السنة المنصرمة لم تعرف أية عملية انتحارية في الجزائر، غير أنها عرفت تحولات عميقة من خلال استهداف اختطاف الأجانب، حيث شهدت السنة المنصرمة تكثيف عمليات الاختطاف للرعايا الأوروبيين فقد تم خطف 12 أجنبيا . ويتعلق الأمر بدبلوماسيين كنديين ومرافق لهما من جنسية نيجرية، وأربعة سيّاح أوروبيين في صحراء الساحل. واختفى الثلاثة الأوائل منتصف ديسمبر في منطقة نائية بالنيجر، أما الأربعة الآخرون وهم زوج سويسري وألمانية وبريطانيين فقد اختفوا في 22 جانفي الماضي بالحدود بين مالي والنيجر. فيما اختتمت الجماعات الإرهابية العام باختطاف 4 رعايا، فرنسي وثلاث اسبان، حيث قامت الجماعات الإرهابية في دول الساحل باختطاف رعية فرنسي في ميناكا (أكثر من 1500 كلم إلى شمال شرق باماكو)، وذلك بعد ستة أشهر من قتل هذه المجموعة رهينة بريطانيا في هذه المنطقة، فيما تم اختطاف رعيتين ايطاليتين في موريتانيا الشهر الماضي. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي في مالي أن الفرنسي استقر في ميناكا منذ 2008 حيث يرأس منظمة محلية ويدير فندقا.. وإثر الإعلان عن الخطف، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الفرنسيين المقيمين في شمال مالي وشرقها، ''إلى مغادرة المنطقة فورا بسبب تصاعد جديد للخطر الإرهابي''. وفي بيان، ربطت الخارجية الفرنسية طلبها هذا بخطف بيار كامات ''61 عاما''، وقالت الخارجية إن الدعوة إلى مغادرة المنطقة ''والعودة من دون تأخير إلى العاصمة'' المالية موجهة إلى الفرنسيين الموجودين في مناطق كيدال وغاو وتومبوكتو والذين يقدر عددهم بعشرة أشخاص. وأوضحت أن ''هذا الطلب يشمل أيضا النيجر وشمال الخط الذي يربط ايورو وتاهوا وغانغارا ونغيميصص. وتطالب أجهزة أمنية غربية عديدة برأس ''أبو زيد'' الذي يوصف بزعيم :الجناح المتشدد'' و''الرئة'' الحقيقية في تنظيم ما يسمى ''القاعدة ببلاد المغرب''، وهو نفسه من تبنى قتل رهينة بريطاني في هذه المنطقة قبل ستة أشهر إثر رفض لندن مطالب التنظيم بإطلاق سراح متشددين إسلاميين ودفع فدية، وهاهي نفس الجماعات تقوم باختطاف 3 رعايا اسبان ويلاحظ مراقبون أمنيون أن الحديث عن طلب الفدية التي دعت الجزائر في كل مناسبة إلى تجريمه، كان آخره حسب ما جاء على لسان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني الذي دعا إلى تجريم هذا الفعل الذي يزيد من الدخل المالي للتنظيمات الإرهابية، و كان زرهوني يتحدث أمام الدول الأوروبية مؤخرا والتي تبنت الموقف الجزائري سعيا منها للحد من انتشار ظاهرة الإرهاب في العالم . كما أن الجماعات الإرهابية التي عزلت في منطقة الساحل جراء تضييق الخناق عليها من قبل قوات جيوش المنطقة من مالي، موريتانيا، الجزائر والنيجر أصبحت تبحث اليوم عن الصدى الإعلامي خاصة الدولي ولن تجد أحسن من اختطاف الأجانب، وهذا من أجل إثارة الدول الأوروبية التي تخشى على رعاياها والحصول على مبالغ مالية هي الآن في أمس الحاجة إليها بعد العزل التام الذي تلاقيه في المنطقة.