يبدو أن المقاطعة الثقافية التي دعا إليها بعض المثقفين المصريين احتجاجا على الفوز المستحق الذي أحرزه منتخبنا الوطني بملعب المريخ بأم درمان، قد دخلت حيز التطبيق بصورة فعلية، هذا ما لمسناه خلال الملتقى الدولي الذي تمحور حول ''أنثروبولوجيا وموسيقى... دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقى'' والمنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، تحت إشراف وزارة الثقافة. حيث تم استدعاء العديد من الأستاذة في مختلف التخصصات من داخل وخارج الوطن قصد تفعيل أيام الملتقى الذي تتواصل فعالياته بقاعة الموقار، وكان من بين المدعوين ثلة من الأساتذة العرب من كل من السودان وفلسطين وسوريا ومصرهذه الاخيرة سجلت غيابها عن الملتقى، رغم أن الاساتذة المصريون المقرر مشاركتهم كانوا قد أكدوا حضورهم الى الجزائر غير انهم تغيبوا دون سابق إنذار، وهو ما يؤكد تطبيق قرار المقاطعة الفنية والثقافية الذي دعا اليه المصريون بعد فوز المنتحب الجزائري بتأشيرة التاهل الى المونديال. وفي هذا الصدد أعرب سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ في تصريحه ل'' الحوار''، عن استيائه الشديد إزاء هذا التصرف الذي وصفه بغير العقلاني قائلا: ''لقد وجهنا لإخواننا المصريين دعوات الحضور وأبدوا نيتهم في المشاركة في هذا الملتقى وقمنا نحن بدورنا بوضع كل الترتيبات اللازمة لتسهيل عملية إقامتهم بالجزائر، وإذا بهم يتخلفون عن موعد الملتقى دون سابق إنذار مكتفين بإرسال مداخلاتهم قصد قراءتها على لسان أحد المشاركين''. وبخصوص الأسماء المصرية التي غابت عن الملتقى، حسب حاشي، إيمان علي مهران عثمان أستاذة بأكاديمية الفنون، محمد أحمد إبراهيم عمران أستاذ المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بالقاهرة ومحمد السيد شبانة أستاذ بالمعهد العالي للفنون الشعبية أكاديمية الفنون بمصر.