افتتح أمس بالعاصمة ملتقى دولي حول دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقي، حيث ينتظر مناقشة العلاقة الموجودة بين النص الشعري والتركيبة اللحنية والسياق الاجتماعي والثقافي في المغرب العربي، وسيشهد هذا الملتقى الذي ينظمه المركز الوطني للبحوث حول عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ والذي يدوم 3 أيام مشاركة مجموعة من الباحثين والمختصين في علم الموسيقى، جزائريين وأجانب، وسيكون اللقاء فرصة لتقديم توضيحات حول سلسلة من التساؤلات والإشكاليات، منها "هل يمكننا اعتبار أن النص في القرن ال21 قد بلغ حدوده فيما يخصّ دوره في الحفاظ وهل يستعمل الموسيقيون النص مثلما لم يستعملوه أبدا من قبل، وهل لدينا رتبة الاستماع نفسها للنص الشعري في المجتمع المعاصر"، وسيعمل المشاركون على استخراج العلاقة بين النص الشعري والتركيبة اللحنية في المغرب العربي وتحديد العلاقة الموجودة بين النص الشعري والسياق الاجتماعي والثقافي، وتمكّن هذه النقاشات أيضا من تحديد التقنيات التي استخدمت في الحفاظ على الموسيقى من خلال النص واقتراح آفاق فيما يخص الحفاظ والنقل المعاصر للموسيقى، سيما في الجزائر وتحديد دور المنظومة التربوية في الحفاظ على نقل التراث الموسيقي، ومن المقرر تنظيم حفلات موسيقية كل سهرة في قاعة «الموقار»، ابتداء من الساعة التاسعة ليلا على هامش أشغال الملتقى، وسيستمتع الجمهور ب"الزجول" القسنطيني و"اشويق" القبائلي و"حبي" لبشار و"أهليل" ل«قورارة» و"دينان" ل«شرشال» و"الأمزاد" لتمنراست، وخلال افتتاح الأشغال، أشارت وزيرة الثقافة «خليدة تومي» في كلمة قرأها نيابة عنها مدير المركز الوطني للبحوث حول عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ «سليمان حاشي» إلى أهمية النصوص في الدواوين الموسيقية الجزائرية، مؤكدة أن هذه الدواوين تشمل تنوعا مدهشا في الطبوع، وأوضحت الوزيرة من جهة أخرى أن النصوص التي تم أداؤها تلعب دورا جد هام في التناسق الاجتماعي من خلال مختلف المواضيع التي تم التطرّق إليها، مضيفة أن هذه النصوص تعبّر عن الحياة اليومية للمدن والقرى، وذكّرت الوزيرة بالاهتمام الخاص الذي توليه الدولة لحماية وترقية التراث الثقافي غير المادي والحفاظ عليه.