أخيرا اعترف المصريون أن ''حدوثة الأوتوبيس'' كما يسمونها من فعل المصريين وليس كما نسجها خيالهم ودسوها في عقول ال 80 مليون مصري على أنها من صنع اللاعبين الجزائريين الذين اعتدوا على أنفسهم ، وظل مسؤولون ووسائل إعلام رسمية مصرية يصرون على أن لاعبي المنتخب الجزائري هم الذين قاموا بالاعتداء على الحافلة، وراحوا يتمسكون في المقولة حتى ظهر الحق وزهق الباطل أمس عندما أقر وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية في مصر مفيد شهاب أن الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري خطأ مصري. وتراجع بذلك الخطاب المصري في هذه الأيام بشكل ملفت للانتباه من قبل أعلى هرم السلطة في بلاد الكنانة، وقد تم توجيه التهمة إلى الإعلام الخاص المصري الذي كان سبب الأزمة بين البلدين، وقد أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية على بذل المزيد من الجهد من أجل التهدئة وعودة الأمور إلى مجاريها. قال وزير الخارجية المصري بأبو ظبي على هامش جلسة المشاورات السياسية على مستوى وزراء الخارجية ''نأمل أن يعود السفير المصري في الجزائر قريبا ونحاول في الوقت نفسه بذل الجهود للتهدئة ونحتاج إلى بعض الوقت لذلك بين الجانبين خاصة من الناحية الإعلامية، لكننا في الوقت نفسه سنطالب بتعويضات للشركات المصرية التي تضررت جراء أعمال التخريب، حيث بلغت خسائر هذه الشركات الملايين، والحكومة المصرية ستدعم تلك المطالب، وسننظر في كيفية الاستجابة لها''. من جهته أكد وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية في مصر مفيد شهاب أن ''علاقات شعبي مصر والجزائر أقوي وأبقي من العمليات الهمجية, التي قامت بها مجموعة من الغوغائيين البعيدين عن كل المثل والقيم الرياضية, والذين لا يقدرون عمق ومتانة التاريخ النضالي للشعبين والمصالح المشتركة المتنامية بينهما''. وقال شهاب ''إن عروبة مصر التي نعتز بها, هي هويتها وقدرها, اللذان يحملانها الدور المسئول عن عالمها العربي''، مشيرا إلي خطورة الدور'' الذي لعبة الإعلام في هذه القضية عبر القنوات الخاصة''، ومؤكدا أن العلاقات الدولية لا تحكمها الانفعالات, وأن المصالح أبقي من العواطف''. وأضاف ''إنه علي الرغم من أنه حدث خطأ من جانبنا عندما تم الاعتداء علي أوتوبيس اللاعبين الجزائريين فإن هذا الخطأ لا يبرر علي الإطلاق التعدي علي المشجعين المصريين في السودان'' حسب ادعائه. جاء -ذلك خلال اللقاء السياسي الموسع-، الذي نظمته أمانة الحزب الوطني الديمقراطي بالإسكندرية مساء أمس حول الأجندة التشريعية للدورة البرلمانية الحالية. وتأتي هذه التصريحات المصرية وتغيير اللهجة بعد حوالي 20 يوما من المقابلة الفاصلة بين البليدين على أرض السودان والتي اندلعت مباشرة بعد هزيمة منتخب مصر الحملة المسعورة على الجزائر لكن الرد الجزائري كان أقوى وأحلم فالجزائر تفعل ولا تتكلم كما أكد عليه احمد أويحيى الوزير ألأول . كما تأتي هذه التصريحات عندما شعرت مصر بفقدان مصالحها في الجزائر وهو ما أكد عليه الوزير شهاب عندما قال المصالح أقوى، فعجيب أمر أم الدنيا تتناسى المصالح العربية المشتركة وتهتم لمصالحها الخاصة وتقول أن مصر أم العرب الكبيرة''.