ساعدت مساهمة الدولة في توفير بعض الأدوية الخاصة بعلاج داء فقر الدم وعلى تحسين عملية التكفل بمرضى القصور الكلوي والتخفيف من معاناة تصفية الدم، حسب المشاركين في أشغال الملتقى الوطني حول القصور الكلوي المنظم بتلمسان. وخلال هذا اللقاء العلمي الذي احتضنته كلية الطب لجامعة ''أبي بكر بلقايد'' لتلمسان بمبادرة من الجمعية الجزائرية للقصور الكلوي وتصفية الدم وزرع الكلى، أكد الدكتور بن منصور رئيس اللجنة العلمية للملتقى أن عدد المصابين بالقصور الكلوي عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات القليلة الأخيرة بحيث تجاوز 13 ألف عبر التراب الوطني، غير أن التكفل الفعلي بهذه الفئة من المرضى قد قلص كثيرا من معاناتهم بفضل الشروط المتوفرة والرعاية الطبية أثناء حصص تصفية الدم. كما أن توفر الأدوية على مستوى المراكز الاستشفائية ومصالح تصفية الدم والتي كانت منذ أكثر من عقد مفقودة تماما وباهظة الثمن، ساعد كثيرا في عملية التكفل بعلاج بعض الأمراض مثل فقر الدم والاستغناء كثيرا عن حقن هذا السائل الذي غالبا ما كان يلجأ إليه المريض لتحقيق توازنه الدموي أو الهيموفيلي، حسب ذات المختص، الذي أوضح أن ولاية تلمسان التي تعد أكثر من 500 مصاب بالقصور الكلوي قد شهدت على مدار السنوات فتح مراكز جديدة لتصفية الدم مزودة بأحدث الأجهزة الضرورية. وقد سخرت هذه المراكز وعددها ثمانية موزعة على القطاعين العام والخاص، كل الإمكانيات البشرية والوسائل الطبية للتكفل بالمرضى وتوفير ظروف مناسبة لهم، وأهمها المستشفى الجامعي الذي يحتوي على 13 جهازا ويستقبل حوالي 100 مريض يليه مركز مدينة مغنية الذي يتضمن 10 أجهزة ويتكفل ب 50 مريضا وغيرها من الهياكل الصحية الأخرى. وإلى جانب توفير الأدوية والأجهزة المطلوبة، فقد سجل تحسن في مجال التكفل من خلال عملية زرع الكلى التي تساهم في علاج المرضى وتخفف عن مصالح تصفية الدم، كما أضاف الدكتور بن منصور الذي أشار إلى أن ولاية تلمسان تعد أكثر من عشر عمليات منذ سنة فقط. ومن جهة أخرى نشط عدد من الأطباء والأساتذة الجامعيين من الجزائر ومدعوين من فرنسا محاضرات تمحورت أساسا حول جهاز الكلى الاصطناعية وطرق استعماله كبديل والبحث في علاج فقر الدم بمواد صيدلانية مقوية وغنية بالحديد على الخصوص، قبل التطرق إلى المناهج الطبية الحديثة التي صارت تستعمل لتعويض عملية حقن الدم بتناول أدوية خاصة. كما تم التعرض خلال الأشغال التي دامت يوما واحدا إلى مختلف التقنيات الطبية المستحدثة في مجال القصور الكلوي.