نظمت مخابر روش مؤخرا بالجزائر يوما دراسيا علميا حول التكفل بفقر الدم لدى المرضى المصابين بالفشل الكلوي، أظهر خلاله المداخلون اهتمام بالغا بضرورة استقدام آخر التقنيات في علاج فقر الدم الناجم عن القصور الكلوي، لما لها من دور في تحسين معدل حياة المصابين بالجزائر. والذين يقدر عددهم بحوالي 45 ألف مصاب. تعد نسبة خطورة وإصابة مرضى الفشل الكلوي بفقر الدم مرتفعة مقارنة بالفرد غير المصاب بالفشل الكلوي، فغالبية مرضى الفشل الكلوي معرضون للإصابة بفقر الدم منذ المراحل الأولى لمرضهم، ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يصل الفشل الكلوي إلى مراحل متقدمة. ''الميرسيرا'' يحدث طفرة علاجية نوعية تفرز الكلى 90 بالمائة من هرمون الأروثروبويتين الذي يساعد الإنسان على المحافظة على معدل الدم الطبيعي، والإصابة بالفشل الكلوي يفقد الجسم هذا الهرمون تدريجياً، كما أن الغسيل المتكرر للكلى يتسبب بإنقاص الحديد في الجسم، لأن أي نسبة من الدم تحتوي على الحديد، وعند فقد الدم أثناء الغسيل القليل منها ينتج هذا النقص. فعلى مرضى الفشل الكلوي إجراء اختبار قياس مستوى الهيموغلوبين، فالمعدل الطبيعي عند الذكر البالغ السليم يكون ما بين 5ر13 إلى 18 غرام في مائة مليلتر، وعند الأنثى البالغة السليمة ما بين 12 إلى 16غرام في نفس الكمية، فيما يحتاج مرضى الفشل الكلوي النهائي إلى العلاج المعوض المناسب ليصل معدل الهيموغلوبين في الدم من 11إلى 13غرام في كل مائة مليلتر. هذه المعطيات تظهر مدى خطورة تعرض الشخص المصاب بالقصور الكلوي إلى فقر الدم، لذا يركز الأخصائيون في علاج أمراض الكلى جهودهم على تفادي وقوع مرضاهم في هذا الإشكال، فيبحثون باستمرار على علاجهم بوصف آخر ما توصل لهم العلم في هذا مجال من أدوية، ويتابعون مستجداتها على الساحة الصيدلانية. أكد من جهته البروفسور بن لعباجي خلال مداخلته في الندوة العلمية على الطفرة النوعية التي سيحدثها دواء ميرسيرا في علاج والتقليل من نسبة إصابة مرضى القصور الكلوي بفقر الدم، وصرح البروفسور قائلا على هامش اللقاء، ''عملية غسيل الكلى أحدث ثورة كبيرة ونقلة في التكفل بمرضى القصور الكلوي وعرفت تطورا مهما منذ ظهورها إلى غاية اليوم إلا أنه ومع كل ذلك لا زال مشكل تعرض هؤلاء المرضى إلى الإصابة بفقر الدم أكبر عائق في العلاج ولا يمكن تجاهله''، مشيدا بما بدواء الميرسيرا من أهمية في مواجهة المرض. الأخصائيون سيرفعون مطالب جديدة للوزارة شدد البروفسور طاهر ريان، من ناحية أخرى على دور استعمال تقنية EPO قبل وخلال عملية غسيل الكلى، حيث تمكن قبلها من تقليل إمكانية الإصابة بفقر الدم وخلالها بتحسين معدل حياة المصاب، ومن أجل هذا، أضاف طاهر ريان، تعتزم الجمعية الجزائرية لأخصائيي أمراض الكلى عقد اجتماع خاص لمناقشة طرق وتقنيات عالج فقر الدم، الناجم عن القصور الكلوي ترفع توصياته النهائية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للنظر فيها ودعم تطبيقها. كما أوضح البروفسور ''كانو'' رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى مونبوليي أن فقر الدم يظهر في المرحلة الثالثة، أي في مرحلة جد متقدمة ما يهدد معدل حياة المريض، وتظهر أعراضه الواضحة في الإعياء العام وتراجع مستوى القدرات الجسدية. ففقر الدم يشكل أحد عوامل الوفاة، ويفاقم من مضاعفات القصور الكلوي، ويزيد من خطورة أمراض القلب والشرايين، فالتكفل بعلاج فقر الدم الناجم عن القصور الكلوي يقلل من كلفة التكفل بالمرضى، واستعمال علاج ''الميرسيرا'' يساعد على تباعد فترات الحقن من مرة كل 15 يوم، إلى مرة واحدة كل شهر، ويمكن للمريض بعد التدرب بحقن نفسه بنفسه.