أكد الدكتور الجزائري والخبير في الشؤون الدينية والحوار بين الأديان والحضارات الدكتور غالب بن الشيخ المقيم بفرنسا، أكد أن الدين الإسلامي وتعاليمه لا تتعارض البتة مع الكثير من قيم والمبادئ التي تتبنها الجمهورية الفرنسية، مشددا على أن التزام هذه الأخيرة بالمبادئ العلمانية لم يكن سببا في عدم إتاحة الفرصة أمام الملايين من المسلمين لأداء شعائرهم الدينية، حاثا الجالية الإسلامية لمزيد من التجمع من اجل الاتفاق على خطة يمكن إثبات ودرء الخلط بين الإسلام والآفات والظواهر التي تحاول الكثير من الدوائر إلصاقه بها. ففي مبادرة من اتحاد الإطارات والجامعيين والطلبة الجزائريين في المهجر-جنوبفرنسا-، نظم هذا الأخير محاضرة في مطلع هذا الأسبوع بعنوان المواطنة والإسلام في الجمهورية الفرنسية نشطها كل من الدكتور غالب بن الشيخ ورئيس اتحاد الإطارات والطلبة والجامعيين الجزائريين في المهجر الدكتور عبد القادر حدوش، وبحضور البروفيسور الجزائري كمال صنهاجي والعضو الآفلاني في فرنسا سعيد نايلي والتي حضرها 230 شخصية بين أكاديميون، أطباء، إطارات سياسية، منتخبون محامون، أرباب مؤسسات اقتصادية وأعضاء من المجتمع المدني وغيرهم من الوجوه التي تصنع الحدث في مدينة مرسيليا وغيرها .وكان رئيس اتحاد الإطارات والجامعيين والطلبة الجزائريين الدكتور عبد القادر حدوش قد استهل المحاضرة بالترحيب ليعطي الكلمة للدكتور غالب بن الشيخ الذي غاص بالمؤشرات والحجج والبراهين للدلالة على إمكانية الالتقاء وتقاسم النقاط والقواسم المشتركة بين المواطنين الفرنسيين مهما كانت انتمائهم ومشاربهم ومعتقداتهم. إلى ذلك، ومع فتح المناقشات دارت العديد من المسائل والتساؤلات التي أجاب عنها الأستاذ والخبير الجزائري بن الشيخ والدكتور حدوش، حيث حضر الكثير من ممثلي ومنتخبو بلديات مرسيليا وباقي المناطق الفرنسية ومن ضمنهم كريم زريبي المستشار السابق لوزير الداخلية الفرنسي جون بيار شوفنمان الذي سجلت له مواقف كثيرة إلى جانب الجالية العربية والإسلامية ومن بينها استقالته عقب دخول فرنسا حرب الخليج الثانية ضد العراق في العام .1990بالإضافة إلى النائب مصطفى زروال والبروفيسور كمال صنهاجي والسوسيولوجي محمد خندريش وحيداري وسعيد مرابطي العضو المنتخب الأسبق عن مدينة فيترولي، وهوارية الحاج شيخ وإمام مسجد مرسيليا وممثل إطارات حزب جبهة التحرير الوطني في باريس سعيد نايلي .وكان تدخل علي مداني قد عرف استجابة كبيرة لدى الحضور بعد تعرضه للدور الإسلام في مسألة التسامح، كما عرف اللقاء حضور وتدخل مساعد القنصل العام في مرسيليا السيد تونسي. وكان العضو الناشط في حزب جبهة التحرير الوطني في جنوبفرنسا ورئيس اتحاد الإطارات والجامعيين والطلبة الجزائريين الدكتور حدوش عبد القادر قد أعرب خلال المحاضرة عن ما يحتاجه المجتمع الفرنسي والجالية الجزائرية من ضرورة تبادل وجهات النظر على أحسن رواق وطريق يضمن حرية المعتقد وأداء الشعائر دون التناقض مع القيم العلمانية للدولة الفرنسية والمجتمع الفرنسي، مبرزا ما يحث عليه الإسلام من تسامح وإخاء وسلام، داعيا المجتمع العلماني الفرنسي للبحث في قيم الدين الإسلامي دون انتقائية نظرا لان هذا الأخير كان له الباع الطويل تاريخيا لإيصال العلوم ونقل حتى ايجابيات الحضارات الأخرى إلى أوروبا . واستمر النقاش فيما بعد مأدبة عشاء نظمت على شرف الشخصيات والإطارات الجزائرية المقيمة بالمهجر و الشخصيات السياسية والمدنية الفرنسية .جدير ذكره أن محاضرات عدة والعديد من النشاطات دأب على إحيائها اتحاد إطارات الطلبة والجامعيين الجزائريين في الآونة الأخيرة .جدير ذكره في الأخير أن الأستاذ المحاضر بن الشيخ غالب وهو دكتور في العلوم المنهجية والعلاقات الدولية وهو رئيس الملتقى العالمي للأديان والسلام الذي أنشئ في العام 1970 في كيوتو وهو يحاضر الآن على شاشة القناة الفرنسية الثانية حول العديد من المسائل الفلسفية والدينية والتاريخية المرتبطة بالإسلام والمسلمين في كل أصقاع العالم.