يطلق اسم الفروخ في اللهجات المختلفة عندنا بالمغرب العربي على صغار السن، وفي بعض الأحيان والمناطق على ''اللقطاء''، عدا ليبيا التي يطلق فيها هذا الاسم على الأطفال حديثي الولادة، وتختلف تسمية ذلك في كل من مصر وباقي أقطار الوطن العربي شرقا، والمقصود بهم في هذا المقال هو المعنى السائد في المغرب العربي بشقيه دون غيره لذلك نعتذر إن كان لهذه التسمية مقاصد أخرى على امتداد الوطن العربي، وخاصة بلاد مابين النهرين وغالب الظن وان اختلفت وتعددت التسمية والمقاصد فستتناسب كلها والمنعوتين فذاك مقامهم . لم تكن الهجمة الشرسة الأخيرة التي تعرضت لها جزائر الشموخ، من سب وشتم وقذف بذيء ووصف بأقبح الأوصاف، تلك الحملة والهجمة الهمجية التي قادتها ترسانة إعلامية كل ما نعرفه عنها أنها أداة ملجومة تتنفس بالنفخ، وتتكلم بلهجة الببغاوات، تحركها أيدي من وراء الستار، الشخوص فيها لا تعدو أن تكون مجرد عرائس ''القراقوز'' مجردة من كل مواصفات البشرية بل والحيوانية حتى، وبذلك فهي أشياء جامدة ذلك ما سهل التحكم فيها وتوجيهها وفق الرغبات الشخصية المغرضة الدنيئة، لكن من جهتنا وبحكم تفهمنا ووعينا التام لما آلت إليه وتوقعاتنا لمثل هذه الأشياء أو الوسائل القديمة، لم نبد لها أي اهتمام أو لوم، فلا لوم على من لا دم فيه ، لأنها و بالنهاية إلى الزبالة لا محالة، لكن ستبقى لعنة التاريخ تلاحق الواقفين وراء الحملة أو ممن يجري ذلك على مرأى منهم من صناع القرار، وماسكي اللجام في هرم السلطة الحاكمة، إذ تدل كل الدلائل على أنهم يقفون بل ويغذون هذه الحملة الشرسة ضد جزائر الشموخ، وإلا كيف تتحرك هذه الأشياء الجامدة والملجومة وبدون توقف، كل هذه المدة ذلك ما يؤكد أنها مأمورة، وإلا فقد كنا قلنا أن ذلك مجرد زلة وأكد على أن ذلك لم يكن من تلقاء نفسها أبدا . علمت من صديق أن من المشاكل العويصة والمحرجة التي يواجهها الحكام وكبار المسؤولين في العالم الثالث، هي تلك المتعلقة بمصير أبنائهم وحتى أحفادهم بعد تخرجهم من المدارس وهم حاملين لتلك الشهادات العليا الفخرية، لكن وان علت وزاد وزنها فهي في حقيقتها خاوية أو جوفاء بل ومجردة حتى من الأخلاق، فهي لا تعدو أن تكون مجرد ورقة من الورق ''المقوى'' المزخرف لا تغني من جوع، ذلك ما يجعل أولياء أمورهم ''الحكام وكبار المسؤولين'' يفكرون بإقحام أبنائهم معتركات السياسة والمناصب المسؤولة ، على أن تكون مناسبة ولائقة بالمقام، وذلك هو المهم في كل الأحوال، فيصيرون بين عشية وضحاها من كبار ''الرويبضة'' وهنا أقف وأقول ذلك هو حال ''صغيري السن'' عند حاكم أرض الكنانة، الذي لا نشكك في ماضيه وتاريخه الثري الحافل حقا، ويكفيه انه طار ذات يوم وقصف وجود الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطينالمحتلة، باسم العرب والعروبة عندما كان طيارا ، بل وقائد أسطول جوي، نعم لقد قاد بالأمس أسطوله الجوي وهو في عز شبابه وبدأ تاريخا حافلا بالانجازات، لكن شاءت الأقدار أن يسلم لجام إعلامه اليوم لأبنائه من باب ''الدلع'' واللهو ، رغم أهميته وحساسيته بعدما لم يجد لهم مناصب لائقة، ولم يجدوا ما يشغلوا به أنفسهم وشعبهم غير المناسبات والفرص لترويض النفوس، مخافة من الانفجار الشعبي فوجدوا في الرياضة ضالتهم لإبراز بطولاتهم والأفيون المناسب وكان من البديهي أن يعدوا ويخترعوا خططا حربية بديلة في حال خسارتهم وإقصاء فريقهم ''فريق الفداء'' المعول عليه أمام الفريق الجزائري، الذي هزمهم فأصبحت بعد ذلك الجزائر عدوا يجب محاربته، وصورت على أنها العدو الأكبر، ونيتهم هي أحداث الفوضى الخلاقة لتغطية الفشل، فأطلقوا لجام الإعلام ولم يكفيهم الإعلام وحده بل تجاوزوه وقاموا بشراء الضمائر والذمم بل والمبادئ والأفكار وحولوها إلى سوق ''نخاسة الفكر'' لبعض الشخصيات التي يفترض أنها كانت حرة واعتقدنا نحن خطأ أنها شريفة تقاوم لا تساوم ، ويؤسفني جدا هنا أن أجد نفسي اذكر من بينها المجند الكبير القومي والعروبي مصطفى بكري الذي أقحم في لعبة الصغار، ولا ندري كيف كان ذلك،؟ لكن وجوده داخل هذه المعركة كان دليلا قاطعا على أن هناك خطة خفية تديرها جهات معينة تريد عزل مصر وفسخها عن عروبتها ويبدو أن الأستاذ مصطفى بكري ، وكم تمنيت لو يكون قد أقحم عن غير دراية، لكن كلامه كان جد خطير حيث قال وفي احد العبارات وبالحرف الواحد'' لم يبق في الجزائر أي قوميين أو عروبيين ، وهذا الجيل لا يمت للعروبة والقومية بأية صلة ''. هكذا قال الأستاذ مصطفى بكري جازما فمن أين لك بهذا يا أستاذ لا بل أي انقلاب انقلبت؟، سؤالي الواحد والوحيد إذا كان الأمر كذلك يا أستاذ مصطفى فهل هكذا يعالج الأمر؟. وهل تخليت عن رسالتك النضالية لأجل الأمة أو أنها انتهت تنتظر التجديد؟ وما هو دورك كقومي وعروبي في هذه الحالة حين يتعفن الجرح؟ أم أن دورك انتهى نهائيا مع احتلال العراق واستشهاد صدام حسين وطه ياسين رمضان ؟ وبلغت درجة من الثراء. صراحة لا أريد أن أتقدم إلى الأمام للخوض والكشف عن الكثير من الأمور أو أذكرك وربما أعلمك ببعض من مبادئ القومية، لكن عيب لأني وبكل بساطة من الجيل الذي تنكرت له وعيب يا شيخ العروبة أن تلعب مع الفروخ، فأرجوا أن تنتبه لذلك وإلا فعقدك مفسوخ، وأنا لا أقول ذلك من العدم أو اتهمك جهلا وجاهلا لك، بل لأني اعرف أن من أقحمك يريد أن يفرغ مصر من كل ما هو قومي عروبي ويقول هذا ما لدينا من بقايا القومية ورموزها في ارض الكنانة، هاهو يتبرأ منكم ومنها وكما جزمت أنت يا أستاذي الفاضل بعدم ''قوميتنا وعروبتنا'' أجزم لك أنا بأن الأمر جد خطير وأكثر وأكبر من مباراة كرة قدم، وأعلم وصدقني يا أستاذي أني ومن مقامي ومقالي هذا مررت مرور الكرام على الحادثة التي وقع فيها شقيق عزيز سهوا وان كانت خطيرة، إلا أني لا أتمنى أن أعود للخوض فيها لأني قد أقول الكثير المثير، فتقبل تحيات قومي صغير من جيل البلطجية لا يطلب العلا والمعالي على حساب أمته ولا يجري وراء علاء وأقرانه .