ظهر تقرير بريطاني جديد يفيد بان مستحضرات التجميل قد تؤدي الى أضرار صحية، فيما قال خبراء آخرون ان نقاء بشرة المرأة من أي مستحضرات قد يحمل مخاطر من نوع آخر. وتأتي نتائج هذه الدراسة في تقرير نشرته مجلة ''إن-كوزميتكس'' المعروفة لدى العاملين في صناعة التجميل، أفاد بان جلد المرأة يمتص في المتوسط نحو كيلوغرامين من المواد الكيميائية سنويا. وتنفق المرأة البريطانية خلال كل حياتها ما مقداره في المعدل 186 ألف جنيه إسترليني (372 ألف دولار تقريبا) على مستحضرات التجميل، وهي مساهمة كبيرة لقطاع صناعي ضخم تقدر قيمته ب 4,6 مليار جنيه إسترليني (8,12 مليار دولار) سنويا. ويفترض ريتشارد بينس، وهو متخصص في الصيدلة، وواحد من سلسلة من المختصين الذين ينبهون الى مضار مستحضرات التجميل، ان مئات المواد الكيميائية التي تدخل في تركيب هذه المستحضرات المستخدمة يوميا، يمكن ان تضر بالبشرة والجلد بدلا من حمايتهما، حيث تسرع من شيخوختهما. وجاءت النتيجة بعد تجارب ثلاثة أعوام من البحث حول محتويات مواد التجميل الشائعة، ومنها كريمات الأساس، والمسكارا، والكريمات المرطبة بل وحتى مستحضرات الاطفال السائلة مثل اللوسيونات. ويعدد بينس الذي أسس لنفسه موقعا الكترونيا على الانترنت العام الماضي للترويج لمستحضرات التجميل المنتجة من مواد طبيعية، بعض المواد المهيجة للجلد، مثل مركبات سلفات صوديوم اللاوريل التي توضع في الشامبو وفي معاجين الحلاقة الرغوية، ومركبات «بارابين» التي تضاف كحافظات في منتجات حماية الشعر والجلد، والتي يعتقد انها تحاكي مفعول هرمون الأستروجين المسؤول، كما تعتقد بعض الجهات، عن حدوث سرطان الثدي، وأخيرا مركبات «كوكامايد» التي تستخدم لربط محتويات المواد المرطبة. ويقول الباحث البريطاني ان «امتصاص هذه المواد الكيميائية يبدو اخطر من بلعها» ونقلت عنه صحيفة «التايمز» في لندن انه «إن حدث وكسر احمر الشفاه في فمك، فان إنزيم اللعاب سوف يكسر تلك المواد الكيميائية الموجودة فيه، إلا انه لن تكون هناك أي حماية لدى وصول تلك المواد الى مجرى الدم''. إلا أن بعض أطباء الجلد يعارضون افتراضات بينس ويصفونها بأنها ''مجرد حملة تخويف''، ويعتبرون ان وضع الماكياج أفضل من عدم وضعه. وفي الواقع، كما يشير هؤلاء، فان المواد الكيميائية التي تحتويها كثير من المنتجات، وخصوصا المواد المرطبة والكريمات الليلية، يمكنها ان تقوم بالكثير من المهمات لوقاية الجلد من الأضرار الناجمة عن تعرضه لمواد ضارة من الوسط المحيط بالإنسان.