وصف الموسم الفلاحي 2008-2009 بأهم المواسم الاستثنائية التي عرفتها الزراعة الوطنية، خاصة فيما يتعلق بمجال زراعة وإنتاج محصول الحبوب، الذي انعكس إيجابا على تراجع فاتورة الغذاء إلى مستويات قياسية منذ الاستقلال، فيما حملت سنة 2009 في طياتها محطات هامة في رسم معالم سياسة التجديد الفلاحي والريفي الرامية أساسا إلى المحافظة على الأمن الغذائي الوطني. وتشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى أن إنتاج الحبوب وصل إلى 61 مليون قنطار خلال الموسم الفلاحي 2008- ,2009 أي بمعدل مردودية قدرت بحوالي 16ر5 قنطار في الهكتار، وهي الحصيلة الأولى من نوعها التي تحققها الجزائر منذ الاستقلال فيما يتعلق بالمنتوج الزراعي. ويشير التقييم العام للموسم الفلاحي 2008- 2009 الصادر عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى أن حملة الحصاد والدرس التي انطلقت في الولايات المنتجة منتصف ماي الماضي، سجلت مستويات هامة في الإنتاج الوطني من الحبوب، حيث أقدمت الوزارة على اتخاذ تدابير وتحضيرات ساهمت في رفع مستويات الإنتاج، بالشكل الذي سمح للجزائر بتحقيق مستويات لم تسجل منذ سنوات. ومن بين الإجراءات التي كانت وراء نجاح الموسم الفلاحي، تنظيم الفلاحين والمزارعين في تعاونيات ومجموعات لتشغيل عمال وإزالة النباتات الضارة وتوفير الأسمدة، حيث تم تسميد حوالي 600 ألف هكتار مقابل 300 ألف السنة الماضية، فضلا عن توسيع استخدام أنظمة الري التكميلي في المناطق التي يقل فيها تساقط الأمطار والمرافقة التقنية للمزارعين وتدعيم أسعار الحبوب، حيث حدد سعر الشراء من الفلاحين ب4500 دينار للقمح الصلب للقنطار و3500 دينار للقنطار للقمح اللين و2500 دينار للقنطار للشعير. وانعكست هذه المستويات إيجابا على تراجع الفاتورة الغذائية خلال العام 2009 إلى أكثر من 2 مليار دولار، حيث سجل معدل استيراد الحبوب والدقيق والقمح إلى غاية الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري انخفاضا كبيرا بنسبة 90ر40 بالمائة، حيث تراجعت الفاتورة من 235ر3 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2008 إلى 912ر1 مليار دولار خلال نفس الفترة من سنة .2009 وعرفت بدورها المنتوجات الفلاحية الأخرى نتائج ايجابية، على غرار مادة الزيتون التي انتقل إنتاجها من 2545234 قنطار سنة 2008 إلى 4907328 قنطار سنة ,2009 وذلك بزيادة مئوية في حدود 93 بالمائة، أما بالنسبة لمادة التمور فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا قدر ب 9 بالمائة، حيث عرفت هذه السنة إنتاجا في حدود 600696 قنطار، ومن جانبه سجل مؤشر الحمضيات ارتفاعا نسبيا قدر ب 4 بالمائة حيث قدر الإنتاج هذه السنة ب 692 232 قنطار.