أصبحت السياحة في الوسط الطبيعي بولاية المدية تتطور بشكل واسع، ويعود السبب في ذلك إلى التحكم الجيد في جانبها التنظيمي من جهة، وبرمجة مجموعة من المشاريع المتعلقة بإنجاز حظائر للترفيه وفضاءات للتسلية وتثمين القدرات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة من جهة أخرى. الأمر الذي جعلها قطبا سياحيا هاما، يزداد توافد السياح عليه بشكل ملحوظ من سنة إلى أخرى، ذلك الوسط الطبيعي خارج الحلقات السياحية التقليدية في غياب الاستثمار والمبادرات المحلية التي تستقطب اهتمام السلطات المحلية، والتي تخصص لها مبالغ مالية هامة لتهيئة فضاءات للترفيه والتسلية. الحمدانية قطب سياحي تفخر به المدية تعرف ولاية المدية إقبالا منقطع النظير في هذا الموسم، سجلته على مستوى الفضاء المخصص للمنتجات التقليدية الذي تم فتحه في مارس الماضي بالحمدانية (شمال المدية )، ويترجم ذلك من خلال العدد الهام لإقبال المواطنين الذين يترددون يوميا على حظيرة ''بن شكاو'' المتواجدة على بعد 19 كلم جنوب عاصمة الولاية. وبغية زيادة توافد السياح إلى الولاية تنصب جهودها هذه الأيام لإتمام انجاز مشاريع مماثلة. كما يعزم مسؤولو بلدية الحوضين التابعة لدائرة ''تابلاط'' إلى إنفاق واحد مليون دج لتمويل انجاز حظيرة ترفيهية تتربع على عشرة هكتارات بمحاذاة المرتفع الغابي المعروف باسم (الممر الجبلي للحوضين)، حيث تكثر فيه الأنواع الحيوانية والنباتية، إذ يعد هذا الممر من بين الوجهات المفضلة خلال موسم الاصطياف بالنسبة لسكان مناطق الحوضين و''تابلاط'' و''مزغنة''، وحتى العائلات القادمة من بلدية الأربعاء (البليدة) للترفيه على النفس والاستمتاع بالهواء المنعش للمنطقة والتنزه في ظل أشجار البلوط والصنوبر الحلبي، في انتظار انجاز حظيرة ترفهيه ثانية. كما يحتوي هذا المشروع الموجود في مرحلة الدراسة على إنجاز مساحات للاستراحة واللعب وميادين خاصة بالكرة الحديدية وميدان مزود بإشارات لممارسة رياضة العدو بالإضافة إلى مجموعة من الهياكل المرافقة. ... ومشاريع في طور الانجاز من المنتظر قريبا إنجاز حظيرة ترفيهية ثانية ما بين البلديات بالمنطقة الجبلية لبوغار الواقعة على بعد 67 كلم جنوبالمدية. وسيجري تمويل وتسيير هذا المشروع الذي سينجز على علو يزيد عن 1100م بالاشتراك بين بلديات كل من بوغار وأولاد عنتر وأولاد هلال. وستتربع هذه الحظيرة المستوحى شكلها من غابة بوشاوي للعاصمة على مساحة قدرها 50 هكتارا تنتشر فيها أنواع نباتية متنوعة ونادرة، يطل عليها مرتفع جبلي شامخ يحتضن مغارات لا تزال عذراء ليومنا هذا. كما يراهن مصممو المشروع خصوصا على النشاطات الرياضية في الهواء الطلق (التنزه على ظهر الخيل وعلى الأقدام) لجلب الزوار وضمان أكبر مردود لهذا الاستثمار.