وارتأت ''الحوار'' تسليط الضوء على هذا التجوال الوطني الخاص بالترفيه المخصص بالدرجة الأولى لزيارة مدينة بوسعادة والمناطق المجاورة لها لتعرف وجهة نظر بعض المشاركين في هذا التجوال من مختلف الولايات، وكانت البداية مع ممثلة ولاية تيزي وزو الشابة بلمادي كاتيا من فور ناسيونال أو كما تسمى بالأربعاء نايثيراثن التي تمتهن مهنة التصوير الفوتوغرافي التي حسبها أبهرت بالمناظر الخلابة التي شاهدتها بولاية المسيلة من القلعة إلى طاحونة فيري رو إلى المدينة العتيقة ببوسعادة إلى متحف الفنان ناصر الدين دينيه إلى زاوية الهامل التي وجدتها غاية في الجمال. وذكرت الشابة كاتيا بنت القبائل بأن الجزائر هي أجمل مكان في الوجود لثرائها بالمناظر الطبيعية الخلابة الفريدة بالعالم والتي نقلتها بكاميرتها الرقمية والتي اعتبرتها تحفا طبيعية أحسن الخالق صنعها، كما لاحظت اختلافا بين البيئة التي تعيش بها ذات الأشجار دائمة الاخضرار والجبال العالية المغطاة بالثلوج شتاء وبين منطقة بوسعادة المتواجدة بولاية المسيلة السهبية التي تتميز بخصوصيات مميزة مثلها مثل المناطق العديدة التي زارتها بالجزائر لتختم حديثها قائلة بأن بوسعادة سحرتها كما سحرت رسامي الغرب أمثال الفونس إتيان دينه (ناصر الدين)، واعدة بأنها ستعود لاحقا لزيارتها ولنقل المزيد من الصور للأماكن التي لم تزها. ولم تفوت فرصة شكر سكان بوسعادة والهامل المعاضيد والمسيلة ممن قدموا لهم الوجبات التقليدية المتمثلة في الشخشوخة والعياد والعيش أو كما يسمى بالعاصمة بالبركوكس وغيرها من المأكولات الشعبية، وتمنت أن تتكرر مثل هذه الجولات لولايات أخرى لكي تتمكن على التعرف على جهات أخرى. أما ابن الحضنة الهاوي هو الآخر مهنة التصوير الفوتوغرافي الشاب اسماعيلي رؤوف عبر لنا عن سروره بهذا التجوال الذي جعله يتعرف على أقرانه من الشباب من مختلف الولايات ويتبادل معهم الأفكار والآراء، أما عن الرحلات المنظمة عبر الولاية علق عنها بأنها كانت رائعة جعلته يكتشف ولايته مترامية الأطراف عن قرب وهو الآخر تمنى أن تتكرر مثل هذه النشاطات. وفضلت ''الحوار'' أن تكون ابنة ولاية عنابةالشابة دهيمي إلهام هي آخر من يعطينا رأيه حول التجوال كونها كانت أنشط عنصر في المجموعة تبحث عن كل شيئ مهما كان نوعه، والتي ذكرت بأن الهدف الرئيسي لهذا التجوال هو التعرف على ثقافتنا وإدراك أن الدين الإسلامي دين العدل والسلام وهذا ما لمسته من خلال الزيارات التي قادتها للعديد من المدن والقرى التي تفقدتها رفقة زملائها وزميلاتها من مختلف الولايات. وأكدت بأن ملامح الحضارة الإسلامية تتجلى في البناء والمساجد والزوايا التي مازالت محافظة على أصول العقيدة الإسلامية سواء في بوسعادة أو القلعة أو الهامل التي اعتبرتها صورا مطابقة لبعض النماذج للمدن الإسلامية التي زارتها. كما أشادت بالدور الذي لعبته المرأة في تلقين الإسلام مستشهدة بشخصية لالة زينب شيخه الزاوية الرحمانية التي كان لها الفضل في تعليم النساء في الوقت الذي كانت التقاليد ترفض تعليم المرأة بسبب الاستعمار، كما تحدثت عن دور بوسعادة في سحر كل من يزورها لطيبة معاملة سكانها لكل زائر، وأعطت مثالا عن الفنان التشكيلي ناصر الدين دينيه الذي عشق المدينة والسكان حيث جسدها في اللوحات التي رسمها حول المدينة وسكانها، عاداتهم وتقاليدهم، وزيارتها لولاية المسيلة جعلتها تزداد اعتزازا بوطنها الغني بمورثه الحضاري الذي يحتاج إلى الاهتمام أكثر من القائمين على الثقافة والسياحة في الجزائر. وختمت حديثها بتوجيه رسالة للمسؤولين على كل المستويات للاهتمام بالمعلم السياحي المصنف عالميا قلعة بني حماد وذلك بحماية ما تبقى من شواهد مهددة بالاندثار بسياج يحميها من العبث وتوظيف حراس مثل ماهو معمول به في بعض المواقع الأثرية بالجزائر.