بوسعادة وانتشار المعالم الثقافية وتمكن الزوار القادمون من مختلف الولايات خلال الستة أيام من زيارة البلديات المذكورة، وكانت البداية من بوسعادة التي زاروا مدينتها العتيقة التي يعود تاريخ بنائها لعدة قرون، وكانت لهم لقاءات مع سكانها واطلعوا على طريقة ونمط بنائها ومواد البناء المستعملة، وزاروا مسجدها المسمى بعدة تسميات مسجد النخلة لوجود نخلة بمدخله كما يسمى بمسجد القصر وكذا بمسجد سيدي ثامر نسبة لمؤسسه الأول الولي الصالح سيدي ثامر بن أمحمد. كما زاروا في نفس اليوم معهد الفندقة والسياحة وتعرفوا على مختلف أقسامه، من قاعات التدريس والمطبخ والمطعم والإدارة وقسم الاستقبال. وفي اليوم الموالي انتقل زوار الولاية إلى القلعة الحمادية بالمعاضيد التي تعرفوا فيها على تاريخ تأسيسها والمراحل التي مرت بها، وكانت الزيارة مشيا على الأقدام لمختلف القصور المتواجدة بالمعلم السياحي والتاريخي وزيارة أقدم مسجد بالقلعة والمتحف الإسلامي، ليعودوا إلى مدينة بوسعادة التي كانت المقر الرئيسي للإقامة. وكانت الرحلة في اليوم الجديد إلى بلدية الهامل أين تتواجد الزاوية الرحمانية القاسمية أين تعرفوا على الطريقة الرحمانية من طرف مرشدي الزاوية وتاريخ تأسيس زاوية الهامل والمرحلة التي تولت فيها الشيخة لالة زينب ابنة مؤسس الزاوية سيدي محمد أبي القاسم الحسني قيادة هذا الصرح الثقافي، هذا بالنسبة للفترة الصباحية، أما في الظهيرة تعرفوا على الفنان ناصر الدين ديني من خلال زيارة متحفه وبيته المتواجد بالحي العتيق الموامين، كما زاروا ضريحه المتواجد بالدشرة القبلية المحاذية لوادي بوسعادة، وكذا الورشة التي رسم فيها أجمل لوحاته على ضفاف الوادي وكان ختام الزيارة إلى مقر الولاية بالمسيلة، أين تعرف الضيوف على مدينة الرئيس الراحل الطيب الوطني محمد بوضياف وتعرفوا على البيت الذي ولد ونشأ فيه محمد بوضياف، وزاروا زاوية الولي الصالح سيدي بوجملين الفاسي مع القيام بجولات للتسوق. للعلم تخلل هذا التجوال جملة من النشاطات الفنية والعلمية خلال السهرات أين التقى الشباب ببعض الشخصيات النشطة في المدينة كنور الدين العابدي عضو بجمعية الأمير الهاشمي الذي قدم لهم عرضا عن شخصية نجل الأمير عبد القادر المدفون ببوسعادة، كما قدم رئيس الديوان السياحي أحمد بوضياف بحثا أكاديميا حول شخصية الفنان ناصر الدين دينيه وكيفية اعتناقه الإسلام والدفاع عنه لدى الغرب، كما أعطى توضيحات للمشاركين في التجوال حول تاريخ بوسعادة في فترات ما قبل التاريخ ومراحل أخرى كما أطربت فرقة البهاء والإنشاد الحضور بباقة من الأغاني المحلية والأناشيد الدينية.ومن جهتهم حمادة وجمال شريف وثامر شمسية ومنير بن حوحو وياسين أطربوا ضيوف المدينة بالأغاني العصرية المتنوعة، ومن السنن الحميدة التي تنتهجها الفيدرالية والرابطة الولائية لنشاطات الهواء الطلق تكريم شخصيات مختلفة من المجتمع المدني في كل ولاية يقومون بزيارتها، وكرم في هذا التجوال مدراء دور الشباب المتقاعدون بالولاية الذين استحسنو هذا التكريم كثيرا. التجوال الوطني تاريخ ومسار وعلى هامش التجوال التقت جريدة ''الحوار'' بمنظمي التجوال الوطني من بينهم رئيس الفيدرالية الوطنية جلولي عبد القادر إبراهيم الذي سألناه عن تاريخ انطلاق هذا النوع من النشاط في الجزائر بهذا الشكل، فرد بأن الفكرة تولدت في سنة 2005 أين فكرت الفيدرالية في تطوير نشاطاتها فيما يتعلق بتبادل الشباب ووضع سياسة خاصة تهدف لبناء العقول الشابة وربطها بوطنها من خلال محاور رئيسية نسعى من خلالها إلى توطيد العلاقة بين الشباب ووطنهم، ومن بين هذه المحاور الجزائر بلاحدود/الجزائر تاريخ وحضارة/ الجزائر تاريخ وثورة، وتتفرع عن كل محور رئيسي محاور ثانوية. وأشار السيد إبراهيم بأن الانطلاقة كانت في شهر جوان 2006 من عنابة بالشرق الجزائري وكان موضوعها كيفية إنشاء نوادي الترفيه الجواري بالجزائر وشاركت فيه 38 ولاية من الوطن بأكثر من 100 شاب وشابة أشرف على تأطيرهم خبراء جزائريون وأجانب، ومن بين الأجانب المشرفين على التأطير تيري أباليا خبير مختص في الترفيه الجواري. وكان من أهداف هذا اللقاء تكريس الديمقراطية في المجتمع، أما المحور الثاني كان الجزائر تاريخ وثورة، الموضوع على طريق الحرية نظم في 28 جوان 2007 شارك فيه أكثر من 160 شاب وشابة من مختلف ولايات الوطن، وقسم المشاركون إلى مجموعتين بالتوازي إحداهما في الغرب والأخرى في الشرق أين قام المشاركون بالتجوال بعبور نفس المسالك التي عبرها المجاهدون أثناء الثورة التحريرية عبر الأسلاك الشائكة رفقة بعض المجاهدين من الأحياء والسلطات المحلية المدنية والعسكرية لولايات الشرق انطلاقا من سوق هراس مرورا بأم البواقي وخنشلة وصولا بباتنة، التي زاروا بها أهم المعاقل التي كانت تحتضن المجاهدين إبان الثورة بالأوراس الأشم واستفادوا كثيرا من الخطوة. كما أشار محدثنا بأن الشباب استمتعوا كثيرا بهذا التجوال رغم صعوبته لأنه كان يعتمد على التنقل في العديد من المناطق التي زاروها سيرا على الأقدام التي تجاوزت بعض المقاطع السبعة كيلومترات، وقدم بعض المجاهدين شروحات للشباب حول قوافل التسليح التي كانت تقطع الأسلاك الشائكة وكانت لهم لقاءات مع شباب ومسؤولي تونس الشقيقة بالقرية الحدودية ساقية سيدي يوسف. ومن جهتها المجموعة الثانية المتكونة من 80 فردا المتواجدة بالغرب الجزائري زارت هي الأخرى معاقل ثورة التحرير انطلاقا من تلمسان بلعباس عين تموشنت، وصولا إلى مستغانم التي احتفلوا فيها بعيد الاستقلال كما سلكوا خلال زيارتهم المنطقة التي كانت تتواجد بها الأسلاك الشائكة المكهربة. وفي نفس المحور نظمت الفيدرالية تجوالا آخر بعنوان من الانتفاضة إلى مؤتمر الصومام وكان ذلك من 29 مارس إلى 8 أفريل ,2008 شارك فيه 90 شابا من الجنسين والعملية مست عددا من الولاياتالشرقيةقسنطينة، سطيف، بجاية، برج بوعريريج أين تعرف المشاركون في هذا التجوال على المعالم التاريخية والشخصيات الوطنية والأعلام من مصلحين كرائد النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس وشخصيات أخرى بهذه الولايات، كما كان للشباب وقفة بسطيف للتعرف عن قرب بأحداث 8 ماي 1945 وما نتج عنها وفي برج بوعريريج، تعرفوا على مقاومة المقراني وزاروا الأماكن التي احتضنت هذه المقاومة. أما في بجاية فكانت الوجهة نحو المنطقة الجبلية التي عقد فيها مؤتمر الصومام، أما المحور الثالث فكان الجزائر حضارة وتاريخ وشمل مواضيع فرعية حول التاريخ القديم خلال الحقبة الرومانية إلى القس أوغسطين وكان ذلك من 24 أفريل إلى 2 ماي 2009 وشمل بعض ولايات الشرق سوق أهراسوعنابة وقالمة لوجود الآثار الرومانية بها وعلاقة القديس أوغسطين بها وشارك في هذا التجوال أكثر من 70 مشاركا ومشاركة. أما عن المشاريع التي سطرتها الفيدرالية للعام القادم حدثنا جلولي بأن الفيدرالية سطرت برنامجا ثريا خاصا بالتجوال وتحقيقه مربوط بتوفر السيولة المالية، كونها العنصر الأساسي في العملية ومن بينها التفكير في تنظيم قافلة شبانية ثقافية إفريقية تتكون من شباب من القارة الإفريقية الذين يدرسون بالجزائر من السينغال، كوت ديفوار، مالي ودول أخرى يقومون بجولة رفقة شباب جزائري ليعرفوا شباب الولايات التي يزرونها بمختلف الأنواع الثقافية، ويدخل ذلك في إطار التبادل بين الشعوب، بالإضافة إلى مشروع إنشاء جمعيات الجوالة الذين تلقوا تكوينا بتيزي وزو في جوان 2009 ( شباب مسير للمشاريع فضلا عن تحضير موضوع جديد بعنوان الدولة الجزائرية من العهد الزيري إلى الثورة التحريرية تحت عنوان: ''مصالحة الشباب مع التاريخ''، وأكد جلولي بأن المشروع جاهز من الناحية التقنية ينتظر الغلاف المالي المقترح لتحقيقه. وفي الختام ثمن رئيس الفيدرالية الوطنية لنشاطات الهواء الطلق المجهودات التي تقوم بها الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة بمساعدتها للجمعيات والفيدراليات لتحقيق أهدافها المتمثلة في تكوين الفئات الشبانية تكوينا وطنيا، ووجه رسالة إلى كل غيور على هذا الوطن أن يقدم الدعم المادي والمعنوي للفيدرالية سواء من طرف الوصاية أو المؤسسات الاقتصادية عمومية أو خاصة.