أكد الروائي أمين الزاوي رفضه لترجمة أعماله الأدبية إلى اللغة العربية أو الفرنسية على اعتبار أنه لا يحبذ إعادة قراءة النصوص التي يكتبها وأن الروائي لا يمكن أن يكون مترجما ناجحا لأعماله، قائلا ''أنا لا أستحم في ماء الحوض مرتين''. أكد الزاوي أن تجربتيه الروائيتين الأخيرتين ''شارع إبليس'' و''غرفة العذراء المدنسة'' قادته إلى عدة خلاصات، أهمها أن اللغة العربية لا تزال الفضاء الثقافي الذي لم يستطع خلق قارئ للرواية. وأوضح صاحب ''وليمة الأكاذيب'' خلال الندوة الفكرية التي نشطها صباح أمس بقاعة ''بن بعطوش'' بالجامعة المركزية أن رواج الرواية أو أي عمل أدبي لا يتعلق بأهمية النص وفحواه بقدر ما يتعلق بصاحبه فهم يقرأون من منطلق شهرة الكاتب''. وفي ذات السياق أشار الزاوي إلى المكانة الهامة التي أصبحت تحظى بها الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية مؤخرا ''علينا أن نعترف أن الجزائر في السنوات الأخيرة شهدت صعودا قويا في نسبة القراء باللغة الفرنسية، فالرواية المكتوبة باللغة الفرنسية مقروءة بشكل جيد وكبير مقارنة بنظيرتها العربية''. وحتى الإعلام يضيف الزاوي -على اختلاف وسائله يحتفي بالنصوص الفرنسية أكثر من النصوص المكتوبة بالعربية''. على صعيد آخر، أوضح الزاوي أن تجربته الأدبية الخاصة تتميز بالموازنة في الكتابة بين اللغتين العربية والفرنسية، مشيرا إلى أن جيل الكتابة باللغتين يكاد ينقرض. وقال الزاوي إنه لا يمكن أن يتصور أديبا أحادي اللغة في بلد مثل الجزائر ''لأن الجزائر بلد تتزاوج فيه اللغات لذا علينا أن نحافظ بقدر الإمكان على هذا المكسب الكبير الذي يجب أن تستفيد منه النخبة ،على أساس أن هذه النخبة التي تحسن اللغات قادرة على قيادة البلد والحوار مع الآخر دون عقدة''.