لم يكن الناخب الوطني رابح سعدان يتوقع أن يكون مردود خط الهجوم ضعيفا في الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم، إلى درجة أن يبلغ عقم المهاجمين إلى درجة ''الصفر''، إذ يبقى الخط الدفاعي هو المنقذ، وهو من يمنح الجزائر أهدافا حاسمة عبدت له الطريق إلى المونديال، والآن إلى دور ربع النهائي من كأس إفريقيا. ويتخوف الطاقم الفني، ومن ورائه مشجعو ''الخضر'' من استمرار مرحلة الفراغ التي يعاني منها المهاجمون خلال مباراة ربع النهائي أمام منتخب الفيلة (كوت ديفوار) مع أرمادة نجومه الذين يتقدمهم دروغبا. انتعاش ''المحاربين'' أمام مالي وأنغولا باعتراف جميع المتتبعين، كان الوجه الذي أظهره زملاء زياني أمام مالي وأنغولا مغايرا تماما عن المباراة الأولى، بعدما لجأ سعدان إلى تحصين الرواقين، وتطبيقه خطة 4 - 4 - ,2 حيث بدا مردود الخط الأمامي أكثر انتعاشا، وتحصل المهاجمان غزال وبزاز على كرات عديدة، غير أن نقص الفعالية حرمتهما من توقيع أي هدف، وقد تمكن اللاعبون من الاحتفاظ بالكرة لأطول مدة بفضل التمريرات القصيرة، والتمركز الجيد فوق الميدان. الدفاع يظل المنقذ وبالمقابل، ظل الخطر يأتي دائما بفضل الكرات الثابتة التي أصبحت إحدى نقاط قوة ''الخضر''، كما أن الخطر لازال يأتي عن طريق المدافعين، فالفوز الثمين المحقق أمام مالي جاء بفضل هدف وقعه المدافع الفذ حليش، بعد كرة ثابتة منفذة بإحكام من زياني، وبالعودة إلى تعداد ''الخضر'' من حيث اللاعبين من ذوي النزعة الهجومية، حتى لا نقول هدافين، فإن عددهم يصل إلى خمسة، على غرار صايفي، بزاز، مطمور، غزال، وزياية، هذا الأخير الذي انتظره المتتبعون ليبرز في هذه البطولة بالنظر إلى فعاليته التهديفية رفقة الوفاق السطايفي، والتي جعلت منه ثاني أفضل هداف في العالم حسب تصنيف المعهد الدولي لتأريخ وإحصائيات كرة القدم، لذا نتساءل، ألم يكن جديرا بسعدان إعطاء هذا اللاعب الفرصة، وإقحامه أساسيا كرأس حربة، حتى يتمكن من أخذ نظرة عنه في مباراة رسمية، خاصة وأن المنتخب الوطني لم يخض أية مباراة ودية قبل ''الكان''. غزال تحت الضغط.. ومأمورية صعبة أمام ''الفيلة'' يعيش خط الهجوم على العموم ضغطا رهيبا بسبب فشل المهاجمين في تسجيل أي هدف خلال الدور الأول، وهو ما ولد ''عقدة نفسية'' لديهم، وكأن الأمر يتعلق بحالة فراغ، لن ينتهي مفعولها إلا من خلال توقيع هدف يكون بمثابة ''الديكليك'' الذي سيفتح الشهية، ولا شك أن مهمة زياية وغزال ستكون جد صعبة في المباراة القادمة أمام كوت ديفوار، المعروف بتنظيمه المحكم على مستوى الوسط والدفاع، وهو الذي لم يتلق أي هدف في المباراتين الماضيتين أمام بوركينا فاسو وكذلك أمام غانا، التي لم تعرف نجومها ''السوداء'' الطريق إلى مرمى أبوبكر، فيما تمكن زملاء دروغبا من توقيع 3 أهداف نظيفة في هذه المباراة، وتعكس هذه المعطيات صعوبة مهمة ''الخضر'' في مباراتهم القادمة، خاصة وأن بزاز ودع البطولة وصايفي يحاول العودة في أقرب وقت بعد معاناته من الإصابة.