رغم أن المنتخب الوطني تمكّن من الحصول على نقطة واحدة فقط في مشواره خلال المونديال، إلاّ أن النقطة السوداء تبقى عدم تسجيله لأي هدف طيلة المنافسة... وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات عن الذي حدث للهجوم الذي لم يتمكن من هز الشباك ولو مرة واحدة، مع تلقي “الخضر“ هدفين فقط في المباريات الثلاثة وهو الأمر الذي يجعل الكثير متأثرا من العقم الهجومي، الذي يلاحق المنتخب منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية. لم نُسجل منذ لقاء كوت ديفوار وسعدان لم يتحرّك وحتى وإن كان الجميع يتحدث عن مشكلة الهجوم التي ظلت الشغل الشاغل للمنتخب الوطني حتى قبل نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، إلا أن رابح سعدان ظل يعتمد على الحلول الترقيعية ولم يحدث أي تغيير في هذا الخط، بل أبعد المهاجم الوحيد الذي يلعب رأس حربة وبرر الاستغناء عنه بأنه رفض المنتخب الوطني، رغم أن الجميع يعلم أن زياية لم يكن مجنونا ليصدر منه ذلك القرار بل تم دفعه لذلك عندما كشف سعدان لهذا اللاعب أنه لن يعتمد عليه كثيرا في المونديال. كل المنتخبات جلبت أربعة مهاجمين إلا ّالجزائر والمحير في كل الذي حدث للعناصر الوطنية أن رابح سعدان رغم إدراكه الشديد بأن “الخضر“ عجزوا عن التسجيل منذ دورة أنغولا، وتحديدا منذ مواجهة الدور ربع النهائي إلا أنه ظل يؤكد أنه سيجد الحلول لهذا العقم، ليفاجئ الجميع بإدراجه ثلاثة أسماء فقط في الهجوم عندما أعطى قائمته النهائية للمشاركين في المونديال، رغم أن كل المنتخبات بدون استثناء قدمت في قائمة 23 لاعبا أربعة مهاجمين ، لكننا كالعادة خرجنا عن القاعدة وكانت النتيجة صفر أهداف طيلة الدورة. سعدان “ركب راسو” وبقي يشرك غزال رغم عجزه في 14 مباراة والغريب في ما قام به المدرب الوطني أنه بقي يضع ثقته في كل مرة في المهاجم عبد القادر غزال، الذي لم يتمكن من التسجيل منذ العام الماضي أي في 14 مواجهة لعبها “الخضر“ بدءا بمواجهتي مصر في القاهرة والسودان، ثم خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم في 6 مواجهات ليتواصل صيام غزال عن التهديف أمام صربيا، إيرلندا والإمارات ثم في مباريات المونديال، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول مواصلة سعدان وضعه الثقة في مهاجم لم يصل إلى الشباك مدة 14 مباراة، لكن الذين يعرفون المدرب الوطني يؤكدون أنه يحب دائما أن يفرض رأيه ولو “بالخسارة”. المنتخب الذي لا يُسجل لا يُمكنه أن يحلم بالتأهل الطموح الذي كان لدى لاعبي “الخضر“ لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني كان يجب أن يكون محدودا، بما أن المنتخب لم يتمكن من التسجيل طيلة 8 مباريات ولا يمكن لأحد أن يضع ثقته في منتخب لا يسجل، بأن يحقق تأهلا تاريخيا إلى الدور الثاني لأكبر تظاهرة عالمية، إذ بقي الجميع ينتظر أن يكون الفرج أمام المنتخب الأمريكي، خاصة أن المواجهة مفتوحة وكلا المنتخبين كان يريد أن يفوز باللقاء لضمان التأهل، لكن ذلك لم يكتب لمنتخبنا وبقي عقم الهجوم محيرا لملايين الجزائريين الذين لم يفهموا بعد سر الخطة الهجومية التي ينتهجها سعدان في كل مرة. المدرب الجديد سيكون شغله الشاغل البحث عن مهاجمين وأمام العقم الهجومي الذي تواصل حتى خلال مباريات المونديال، رغم أن الجميع دق ناقوس الخطر منذ مواجهة صربيا بعد أن ظهر أن جبور هو الآخر الذي كانت تعلق عليه آمال كبيرة لم يقدم الإضافة المرجوة منه، سيجد المدرب الجيد للمنتخب الوطني بداية من شهر أوت القادم نفسه مجبرا على البحث عن مهاجمين من الطراز العالي لفك عقدة المنتخب الجزائري في الهجوم. ----------------------------- الهاشمي جيّار (وزير الشباب و الرياضة): “لم نحقق أهدافنا، لكن يجب أن نبرهن على إمكاناتنا“ قدّم وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيّار والذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية حصيلة مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم الحالية، وعاد إلى الإقصاء غير المنتظر من المنافسة العالمية في دورها الأول، الوزير نوّه بمستوى الفريق الوطني وقال إنه شرّف الجزائر بأدائه رغم غياب النتائج والإقصاء المبكر. وأضاف أن المنتخب الوطني لم يحقق الأهداف المسطرة في جنوب إفريقيا، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة مواصلة العمل من أجل تحقيق نتائج أفضل: “في البداية أود القول إنه رغم إقصاء المنتخب الوطني إلا أنه قدّم دورة جيدة على العموم، الفريق قدّم مردودا جيدا وهذا رغم غياب النتائج، ويجب القول إن المنتخب الوطني لم يحقق النتائج المسطرة رغم هذا نبقى متفائلين بالمستقبل. نملك منتخبا شابا ويجب أن يبرهنوا على إمكاناتهم ليتطوّروا أكثر، العمل يجب أن لا يتوقف عند هذا الحد”.