أعلن عبد المالك سلال وزير الموارد المائية أن وزارته تعتزم إنشاء شركة في شكل مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتكفل بمهمة استغلال وتسيير مشروع تحويل المياه الجوفية في عين صالح بعد دخوله حيز النشاط، مضيفا أنها قررت اللجوء إلى تشغيله بالمازوت في مرحلة أولى قبل إرفاقه بالغاز الطبيعي. وأوضح أمس عبد المالك سلال خلال زيارة قادته إلى ولاية تمنراست أن مشروع تحويل المياه الجوفية من عين صالح نحو مدينة تمنراست يعرف تقدما ملحوظا رغم ظروف العمل الصعبة. مشيرا إلى أن أشغال الحفر على مستوى 24 بئرا قد بلغت نسبة إنجاز وصلت إلى 60 بالمائة، في حين أن تلك المتعلقة بمد القنوات فقد بلغت 30 بالمائة بالرغم من ظروف العمل الصعبة الناجمة عن الحرارة الشديدة السائدة في هذه المنطقة. وقال سلال أمس فيما يتعلق بسعر تكلفة المتر المكعب للماء المحول إنه تم تحديده مبدئيا ب 110 دينار للمتر المكعب قبل أن يتم تخفيضه إلى 90 دينارا للمتر المكعب، مضيفا أن تكلفة المتر المكعب الموزع على مواطني تمنراست سيتم تدعيمها من قبل الدولة، وبسعر يتناسب مع تلك المطبقة في شمال البلاد وذلك طبقا لمبدأ التوزيع المنصف للتنمية عبر جميع أنحاء الوطن. وذكر الوزير في ذات السياق، أن المياه الجوفية لمدينة عين صالح تقدر بأكثر من 40 ألف مليار متر مكعب، يمكن أن تغطي بشكل كاف احتياجات المنطقة من الماء الشروب بالنسبة للقرون الخمسة أو الستة المقبلة بمعدل استهلاك سنوي يقدر ب 5 مليار متر مكعب. ومن جهته، أوضح عبد الكريم مشية المدير العام للجزائرية للمياه أن المسؤولين عن مشروع تحويل المياه الجوفية استبعدوا فكرة اللجوء إلى الطاقة الشمسية على الرغم من القدرة الهائلة التي تزخر بها المنطقة، وذلك بسبب قلة الوسائل حاليا لضمان الطاقة الضرورية المقدرة ب 5 ميغاواط أي ما يعادل حوالي 15 هكتارا تغطيها صفائح الطاقة الشمسية. وبخصوص تشغيل المؤسسات الأجنبية المكلفة بإنجاز المشروع، أشار الوزير إلى وجود عجز فيما يخص اليد العاملة المحلية المؤهلة، الأمر الذي يلزم هذه المؤسسات بإحضارها من الخارج لتفادي أي تأخر في تنفيذ المشروع. للإشارة فإن مشروع تحويل المياه الذي تقدر كلفته الإجمالية ب 197 مليار دينار يهدف إلى تموين حوالي 400ر337 نسمة في منطقة تمنراست بالماء الشروب عن طريق القنوات، في حين يتم استقطاب المياه على بعد 70 كلم شمال عين صالح من 24 بئرا بعمق 600م عبر شبكة ممتدة على طول 100 كلم.