توقع وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، أمس الإثنين، تسليم مشروع تحويل المياه الجوفية من عين صالح إلى مدينة تمنراست في آجاله المحددة (جويلية 2010)، رغم صعوبة التضاريس التي تجري فيها الأشغال. وقد أبدى السيد الوزير ارتياحه لتقدم الأشغال لدى زيارته لأهم الورشات بعين صالح، حيث تجري أشغال حفر 24 بئرا والتي وصلت إلى 60 بالمائة، في حين بلغت أشغال شق القنوات 30 بالمائة. وبخصوص كلفة المتر المكعب من الماء المحول، أكّد السيد سلال أنه تمّ تحديده مبدئيا ب110 دج للمتر المكعب قبل أن يتم تخفيضه إلى 90 دج للمتر المكعب، أما نسبة ملوحة المياه فهي أقل مما كان متوقعا في الدراسة الأولية للمشروع. كما أضاف أن تكلفة المتر المكعب الموزع على مواطني تمنراست سيتم تدعيمها من قبل الدولة وبسعر نوعا ما مناسب مقارنة بذلك المطبق شمال البلاد وذلك "طبقا لمبدأ التوزيع المنصف للتنمية عبر جميع أنحاء الوطن". وفيما يخص استغلال وتسيير المشروع بعد دخوله النشاط، أوضح السيد سلال أن وزارته تعتزم انشاء شركة في شكل مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتكفل بهذه المهمة على غرار مشاريع أخرى للري دخلت في النشاط. وفيما يتعلق بنوعية الطاقة التي يجب استعمالها لتشغيل محطات الضخ، فقد تقرر اللجوء الى المازوت في مرحلة أولى قبل إرفاقه بالغاز الطبيعي لاحقا. ومن جهته، أوضح المدير العام للجزائرية للمياه السيد عبد الكريم مشية أن المسؤولين عن المشروع استبعدوا فكرة اللجوء الى الطاقة الشمسية على الرغم من القدرة الهائلة التي تزخر بها المنطقة وذلك بسبب قلة الوسائل حاليا لضمان الطاقة الضرورية (5 ميغاواط) أي ما يعادل حوالي 15 هكتارا تغطيها صفائح الطاقة الشمسية. وبخصوص تشغيل المؤسسات الأجنبية المكلفة بإنجاز المشروع لليد العاملة الجزائرية، أشار الوزير إلى وجود عجز فيما يخص اليد العاملة المؤهلة المحلية، الأمر الذي يلزم هذه المؤسسات -كما قال- بإحضار هذه اليد العاملة من الخارج لتفادي أي تأخير في تنفيذ المشروع. للإشارة، فإن مشروع تحويل المياه الذي تقدر كلفته الإجمالية ب197 مليار دج، يهدف الى تموين حوالي 337.400 نسمة بتمنراست بالماء الشروب عن طريق القنوات ويتم استقطاب المياه على بعد 70 كلم شمال عين صالح من 24 بئرا بعمق 600 م عبر شبكة ممتدة على طول 100 كلم. وذكر الوزير بأن المياه الجوفية لمدينة عين صالح تقدر بأكثر من 40.000 مليار متر مكعب ويمكن أن تغطي بشكل كاف احتياجات المنطقة من الماء الشروب بالنسبة للقرون الخمسة أو الستة المقبلة بمعدل استهلاك سنوي يقدر ب5 مليار متر مكعب. وتقدر احتياجات مدينة تمنراست والمراكز الموجودة على طول مشروع التحويل الى الماء الشروب ب90.000 متر مكعب يوميا في أفق سنة 2050. وأشار مسؤولون عن المشروع أن الموارد المائية الضرورية لتلبية هذه الاحتياجات قابلة للتعبئة على مستوى الحقول الحابسة للمياه فيما سيتم تحديد حقل ثالث من أجل تعبئة تكميلية محتملة. وقد كلف مجمعي مؤسسات بإنجاز هذا المشروع الضخم الذي ينقسم الى عدة مشاريع. للإشارة، يجري إنجاز مشروع شبكة استقطاب المياه الذي يبلغ 100 كلم مجمع المؤسسات الصينية "سي جي سي 6 أس أي بي أس سي"، فيما سلم إنجاز الجزء الثاني الذي يبلغ طوله 382 كلم وقدرت كلفته بأكثر من 31 مليار دج لمجمع مؤسسات كوسيدار / زاخم / ارسياس (الجزاذر لبنان وتركيا). أما عملية إنجاز الجزء الثالث يبلغ طوله 462 كلم وفاقت قيمته الإجمالية 30 مليار دج والذي ستستغرق مدة إنجازه 36 شهرا، فقد أوكلت إلى المجمع الصيني "سي جي سي" أس أي بي أس سي".