من أغرب وأطرف ما ولج أسماعنا من إشاعات، هو ما تداولته ألسنة بعض شباب العاصمة اليومين الفارطين بخصوص الحادث المأساوي الذي راح ضحيته 5 أشخاص بحي ''كليما دو فرانس'' ببلدية واد قريش بعدما اهتزت العمارة رقم 8 على وقع انفجار مروع ومثير للاستغراب والدهشة، بعدما نفى خبراء ''سونلغاز'' أن يكون الحادث ناتجا عن تسرب الغاز... وفي ذروة تداعيات الحادثة تقول الشائعة، استمعوا جيدا لأن للأمر أبعاد أخرى قد لا يتصورها البعض ''العمارة انفجرت بسبب قنبلة وضعها رئيس عصابة مخدرات، ليلقن بها درسا لأحد رفقائه من النشطاء القائمين بتوزيع المخدرات على شباب الحي، كان يخزن سمومه في منزل يقع على سطح العمارة محل الحديث''، وأوضح بعض من تحدثت إليهم أن السبب الذي تركهم يفكرون في هذا السيناريو، هو شروع، عناصر محافظة الشرطة الخامسة لباب الوادي في التحقيق مع عائلات ضحايا الانفجار بغرض معرفة أسباب الانفجار، الذي لا يزال لغزا بعد موقف سونلغاز. فهل يعقل أن تصل الشائعات المتداولة ليس فقط بين شباب الحي وإنما شباب العاصمة ككل إلى هذا الحد، إلى حد التفكير في مثل هذه الروايات، والتي تبدو لي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، تركتني أسترجع إلى مخيلتي، آخر التقارير الصحفية التي رفعت أصابع الاتهام عن الزلزال المدمر الذي تسبب في كارثة هايتي، بعدما تبين أنه ليس الجاني الحقيقي فيما أصاب جزيرة الكاريبي، بل بسبب تجارب علمية لأسلحة ''زلزالية'' أمريكية إسرائيلية، يعتقد أنها ''حروب المستقبل'' التي ستحدث تدميرا شاملا في شكل كوارث طبيعية، تعمدت القوات البحرية الأمريكية تجريبها على سكان هايتي..... الروايتان أقصد ''العمارة 8 وهايتي''، لهما نفس الوقع على مخيلتنا ونفس الضغط على أعصابنا، كوننا قد لا نصدق تفاصيلهما، لكن الحقيقية أن الأولى من نسج خيال عدد من الشباب، والثانية تصريحات نارية كشف عنها هوغو شافيز الرئيس الفنزويلي لصحيفة ''آ بي سي'' الاسبانية. أيعقل أن يدس مافيا مخدرات قنبلته في عمارة تأوي العائلات، فيروح ضحيتها أطفال ونساء، هل لأننا في كولومبيا أم نحن في أفغانستان، أم أن السموم التي صارت فئة من شبابنا في الجزائر تدمن عليها تركتهم يعقتدون أنفسهم في ايطاليا معقل بارونات المافيا... ولأن رواية ''هايتي'' لم تثر استغرابي لوحدي بل عدد كبير من المبحرين في النت ورفقاء ''الفيس بوك'' ومواقع الدردشة، إذ لا يعقل وبأي حال من الأحوال أن تتحول أمريكا إلى ''رب العالمين'' استغفر الله القادر وحده على زلزلة الأرض من تحت أقدام عباده، فكذلك لن يصدق الجزائريون ''فزورة'' قنبلة ''كليما دو فرانس''.