لقي خمسة أشخاص حتفهم في انفجار للغاز هز صبيحة أمس حي 200 عمود بمناخ فرنسا "كليما دو فرانس" التابع لبلدية وادي قريش بالعاصمة ونقلت مصالح الإسعاف للحماية المدنية 17 جريحا بعضهم إصابته خطيرة وخمسة تم إسعافهم في مكان الحادث، فيما تتواصل عمليات البحث للعثور على احد المفقودين الذي يتوقع ان يكون تحت ركام العمارة التي انهارت طوابقها الأربعة فوق بعضها، وتبقى حصيلة الحادث مؤقتة بالنظر إلى خطورة إصابة بعض الجرحى. وقد اهتزت إحدى عمارات الحي في حدود الثامنة والنصف صباحا بعد تسربات للغاز كان المواطنون قد تفطنوا لها وشعروا بها قبل يومين من الحادث ليبلغوا مصالح سونلغاز التي لم تعر الشاكين أي اهتمام ولم تكلف نفسها عناء إيفاد أعوان مختصين من مصالحها لمعاينة المكان بحسب تصريحات السكان الذين هبوا جميعا لإنقاذ الجرحى قبل وصول مصالح الحماية المدنية مدعمة بفرق من الكلاب السينولوجية التي حلت منذ صبيحة أمس بعين المكان في محاولة منها إيجاد أشخاص آخرين وانتشال ضحايا من تحت الركام ممن كانوا داخل العمارة مع إسعاف الجرحى وتحويلهم إلى المركز الاستشفائي الجامعي "لمين دباغين" بباب الوادي علما ان الحصيلة الأولية تشير إلى خمسة قتلى و17 جريحا وعدد من المفقودين. وسرعان ما فتحت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث وما إذا كان الأمر يتعلق حقا بتسربات لغاز المدينة أو غاز البوتان ومدى مسؤولية مصالح سونلغاز في الكارثة التي عرفها الحي، علما أن الحادث سجل بالطابق الرابع لإحدى عمارات الحي لينهار فوق الطوابق الأخرى متسببا في انهيار نحو 10 منازل على الأقل وخسائر مادية معتبرة طالت العمارات المجاورة بسبب قوة الانفجار الذي تسبب في كسر زجاج نوافذ السكنات الأخرى إلى جانب تصدعات كبيرة بمنازل الحي الذي يعرف كثافة سكانية كبيرة تقدرها الإحصائيات بأزيد من 800 عائلة. للإشارة فإن توقيت الحادث جنب الحي كارثة اكبر من هذه، علما أن العائلات المتضررة تتكون من عدة أفراد معظمهم من المتمدرسين الذين كانوا قد التحقوا بمقاعد الدراسة قبيل الحادث بدقائق، فيما يشير مصدر من الحماية المدنية إلى أن من بين القتلى ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وهم شابان وأمهما. ولم يفوت سكان الحي فرصة تواجد المسؤولين والصحافة للتعبير عن تذمرهم من الوضعية التي يعيشونها، مشيرين إلى أن الحي لم يستفد قط من عملية تهيئة باستثناء بعض الروتوشات والعمليات الترقيعية التي أجريت عليه عقب زلزال ماي 2003 بالإضافة إلى مشكل الانفجار السكاني الذي يعرفه في غياب أي برامج سكنية لفائدة السكان، الأمر الذي دفع بالعديد منهم إلى الاستفادة من أسطح العمارات وبناء بيوت فوضوية بها دون احترام أدنى المقاييس، مما ساهم في إضعاف أساسات العمارات وجعلها عرضة للتشققات والتصدعات.