استطاع الأمير عبد القادر بطل المقاومة الجزائرية أن يكون شخصية عالمية رائدة في مجال حقوق الإنسان وذلك انطلاقا من كونه أول من وضع قانونا حول حقوق الإنسان بغرض ضبط قواعد تنظيم الحرب وتبادل الأسرى.... كان هذا أهم ما تم تأكيده أمس من خلال ندوة صحفية تناولت سيرة هذه الشخصية التاريخية بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين والذي تزامن مع الذكرى ال200 لميلاد الأمير عبد القادر. وكانت الندوة الصحفية التي عقدت بمنتدى المجاهد محطة لتسليط الضوء على انجازات الأمير عبد القادر وحنكته السياسية. وفي هذا السياق أشار رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيد حاج حمو بن زير الى أن الجزائر تعتز بالأمير عبد القادر الذي يعد أول من طالب بتبادل الأسرى. وأكد على حق حماية الأفراد المدنيين، الجرحى والأسرى. فضلا عن رفض سياسة التعذيب الجسدي والنفسي للأسرى مضيفا أن الجزائر تعتز في نفس الوقت بكونها أول من احترم معاهدة جنيف لعام 1960 الداعية الى احترام حقوق الإنسان، حيث سعت الى حماية حقوق الإنسان قبل الاستقلال من خلال تأسيس منظمة الهلال الأحمر الجزائري سنة 1956. ومن جهته أوضح مدير مؤسسة الأمير عبد القادر أن هذا الأخير كان ينتمي الى الزاوية القادرية بمعكسر أصبح شخصية عالمية بفضل فلسفته الداعية الى احترام حقوق الإنسان والى التسامح باعتبار أن ثقافة السلم هي مفتاح الديمقراطية، معتبرا أن اللاتسامح هو المشكل الذي ينبغي على العالم أن يواجهه اليوم. للإشارة نشأ الهلال الأحمر الجزائري سنة 1956 بطنجة (المغرب) أثناء المراحل الصعبة للثورة التحريرية وتعتبر أول منظمة انسانية في الجزائر وتم الاعتراف بها رسميا مباشرة بعد الاستقلال من خلال مرسوم صدر يوم 6 سبتمبر 1962. ويعمل الهلال الأحمر الجزائري كمنظمة اغاثة مستقلة مساعدة للسلطات العمومية إذ يسعى لتطبيق المبادئ السبعة: الانسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلالية، الخدمة التطوعية والوحدة العالمية.