يتواصل بفندق سان جورج بالجزائر العاصمة المعرض التشكيلي ''تراثنا'' من إمضاء الفنانة التشكيلية ليندة حمّارة. يضم المعرض 42 لوحة استعرضت خلالها ليندة مجموعة من اللوحات جسدت فيها الحياة الاجتماعية للعديد من مناطق الوطن، كما استغلت الفنانة هذه المناسبة لعرض كتابها الموسوم ب'' تراثنا''-الذي اخذت منه عنوانا لمعرضها- عن الديوان الوطني لحقوق المِؤلف والحقوق المجاورة يحوي نحو30 لوحة زيتية أبدعت فيها الرسامة واستنطقت من خلالها طقوس ويوميات المرأة الجزائرية البسيطة. تلخص ليندة في المعرض الذي جسدت موضوعه في كتاب مواضيع حول التراث الجزائري الأصيل الذي قالت عنه إنه يمثل الحياة التقليدية التي عاشها الفرد الجزائري قديما والأدوات التي كانت تستعملها المرأة الجزائرية في ممارستها اليومية للأشغال المنزلية من أواني فخارية وأشياء أخرى توجد في كل من منطقة القبائل ومنطقة التوارق بالجنوب الكبير الذي مازال يحافظ على تقنيات الحياة القديمة من عادات وتقاليد تميز هذه البيئة القاسية إلى يومنا هذا. إضافة إلى لوحات تصف فيها مميزات البناء الهندسي العتيد وتجسد المواد التي كان يعتمدها مهندسو تلك الفترة الذين على قدر بساطتهم، إلا أنهم استطاعوا بناء بيوتهم المصنوعة من القش والتبن والطين وأسسوا حضارة بقي صداها إلى وقتنا الراهن. قصبة العاصمة وآثار تيبازة حاضران بقوة في هذا المعرض، حيث أنتجت ليندة لوحات أية في الجمال بألوان زاهية وبتقنية مميزة استطاعت أن تخلد هندسة معمار بيوتها ونقلت الحياة اليومية للرجل والمرأة العاصمية داخل دويرات القصبة العتيقة التي تمثل تاريخا عظيما يفتخر به نظرا لثرائها الثقافي الكبير الذي تختزنه في رحمها والذي يمثل هويتنا الوطنية. بشيء من الخصوصية اهتمت ليندة بمنطقة تيبازة التاريخية التي تملك هي الأخرى زخما ثقافيا، يضاف إلى الممتلكات الثقافية غير المادية والمادية التي تدخل في نسيج التراث الثقافي الجزائري، كما جسدت ليندة كذلك شتى أنواع الحلي التقليدية التي كانت تتزين بها المرأة الجزائرية في الحفلات والأعراس، حيث تظهر المرأة الترقية والشاوية والعاصمية بزيها التقليدي، من الجبة إلى الحايك مرمة ومحرمة لفتول. وعن أسباب طغيان الموروث التقليدي على كل لوحاتها أوضحت لنيدة أنها مهوسة بهذا التراث الذي تزخر به بلادنا .