يعد المركز الاستعجالي الاجتماعي ببومرداس الذي فتح أبوابه مؤخرا أول تجربة نموذجية عبر الوطن من حيث التكفل والمتابعة المتخصصة للفئات الاجتماعية من دون مأوي. ولقي هذا المركز المتخصص منذ افتتاحه بتاريخ 21 ديسمبر 2009 ترحابا كبيرا من طرف ممثلي الحركة الجمعوية التي تنشط في هذا الميدان على غرار ''جمعية مدرسة عائلة وتكفل نفسي اجتماعي'' التي أشادت رئيستها بهذه المبادرة تجاه هذه الفئة من المجتمع. ويستند إنشاء هذه المؤسسة الاجتماعية ''المستقلة ماليا ونظاميا'' من حيث ممارسة نشاطات محددة وتوفير خدمات لفائدة فئة معينة، حسب مدير الشؤون الاجتماعية إلى المرسوم التنفيذي المؤرخ في 15 جويلية 2008 المتضمن كيفية إنشاء وتنظيم مصلحة المساعدة الاستعجالية الاجتماعية. ويولي القطاع المعني أهمية كبيرة لنجاح هذه التجربة النموذجية، حيث سيتم على ضوء هذه النتائج المنتظرة، يضيف المدير، ''تعميم التجربة لاحقا عبر كل ولايات الوطن. ''هدفها الأول العمل على الإدماج العائلي'' ومن بين أهم وظائف هذه المؤسسة التضامنية، حسب نفس المصدر، ''التكفل بالأشخاص في وضعية صعبة وبدون مأوى'' و''تقديم العون للفئات الهشة المتواجدة بالشوارع'' و''توجيههم نحو مراكز الإيواء لتقديم الإسعافات الأولية لهم بالتنسيق التام مع السلطات والحركة الجمعوية'' و''العمل على الإدماج العائلي. وأشار نفس المسؤول إلى أن المرسوم التنفيذي حدد طبيعة هذا المأوى من حيث أنه ''مركز عبور'' مخصص لإيواء الفئات الاجتماعية المذكورة ''بصفة مؤقتة'' لا تتعدى الأسبوعين لكل شخص يستفيد خلالها من العناية الطبية والنفسية الضرورية إضافة إلى التكفل من حيث المأوي والإطعام واللباس. ويتم بالتوازي مع فترة الإيواء يضيف المصدر القيام ب''تحقيقات اجتماعية'' حول المسعفين بالتعاون مع مديريات الشؤون الاجتماعية لمقر إقامتهم الأصلية للذين هم من خارج الولاية واستنادا إلى المعطيات المتوصل إليها يتم تحديد طريقة التعامل مع كل حالة. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن من بين أهم أولويات هذا المركز تقديم يد المساعدة من أجل ''إعادة إدماج هذه الفئة'' ضمن عائلاتهم الأصلية'' وإذا تعذر ذلك يضمن لهم التكفل الاجتماعي بالمراكز المتخصصة التي تشرف عليها الدولة عبر الوطن ك''ديار الرحمة'' أو ''ديار العجزة. ومن جهة أخرى أشار أحد المسيرين المؤقتين بهذه المنشأة إلى أنه تم تزويد المؤسسة بتسع سيارات إسعاف تجوب كل شوارع الولاية خاصة في فترات البرد مجهزة بطبيب وممثل عن الحماية المدنية ولجنة الهلال الأحمر الجزائري. ويتسع هذا المركز الاجتماعي النموذجي الذي يشرف عليه حاليا ثلاثة أطباء نفسانيين وطبيب عام وممثلان عن الحركة الجمعوية في انتظار تعيين مدير خاص على رأسه، حسب نفس المصدر، 40 سريرا مناصفة بين الرجال و للنساء. الأخصائيون يتكفلون بأوضاع المحتاجين للرعاية لنفسية'' واستقبل هذا المركز إلى حد اليوم، حسب إحدى الطبيبات النفسانيات، 29 شخصا قادمين من البويرة وبومرداس وغليزان ووهران والجزائر العاصمة والبليدة، حيث أعيد توجيه البعض منهم والبعض الآخر لاتزال التحقيقات جارية بشأنهم. و من جهة أخرى أشار أحد المقيمين بهذا المركز ينتسب لإحدى ولايات الوسط ولم يرد الإفصاح عن اسمه، بأن استقدامه لهذا المركز كان بمحض الصدفة في إحدى الليالي الباردة من طرف سيارات الإسعاف بأحد شوارع بودواو، وقد لقي منذ الوهلة الأولى كل العناية من طرف القائمين على هذا المركز. وأضاف بأن قدومه لهذه الولاية كان دون ترتيب مسبق ويأمل حاليا أن تمدد إقامته بهذا المركز إلى أن تحل مشاكله الاجتماعية التي لم يرد الخوض فيها من طرف القائمين على المركز، لأنه كما قال ''لا يريد العودة إلى التشرد في الشارعس. وقد كان عدد الأشخاص المقيمين فيه حوالي 10 أحدهم من بلدية تيجلابين ببومرداس والباقي من ولايات مختلفة وتم استقدامهم، حسب تصريحهم، من أحياء وشوارع مختلفة من الولاية وكل يعيش قصة اجتماعية منفردة.