تأهل أشبال الناخب الوطني رابح سعدان عن جدارة واستحقاق إلى المربع الذهبي بعد مباراة بطولية كانت الأحسن في مشوار الخضر على مدار سنوات، تخطى فيها بصعوبة ومتعة فيلة ساحل العاج العملاقة بثلاثية مقبل هدفين طيلة 120 دقيقة من اللعب، واستماتة من اللاعبين لاسيما الحارس شاوشي الذي تحدى دروغبا وآلام الظهر للحفاظ على معنويات الأفناك. ويعتبر هذا التأهل الأول بعد بعد 20 عاما في بطولة الأمم الإفريقية المقامة في حاليا في أنغولا، بعدما حول تأخره أمام نظيره الإيفواري وأسقطه بنتيجة (3-2)، خلال المباراة الملحمية التي جمعت الفريقين في دور الثمانية مساء أمس، وامتدت أحداثها لشوطين إضافيين على استاد شيمانديلا في مدينة كابيندا. كانت الجزائر قد تأهلت للمرة الأخيرة إلى نصف النهائي في بطولة إفريقيا في نسخة عام 1990 التي أقيمت هنا في الجزائر وأبقت على الكأس ضيفة عزيزة عيلها هنا في الجزائر مع المدريب القدير عبد الحميد كرمالي. سجل أهداف الخضر كريم مطمور في الدقيقة ال ,41 ومجيد بوقرة في الدقيقة ال ,91 وعامر بوعزة في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الأول، بينما أحرز لكوت ديفوار كل من سالمون كالو في الدقيقةال ,4 وعبد القادر كيتا في الدقيقة ال .89 أصاب الارتباك دفاع الخضر مع أول هجمة للمنتخب الإيفواري، لتصل الكرة إلى سالمون كالو الذي نجح في الدخول إلى منطقة جزاء ''الخضر'' بعيدا عن الرقابة الدفاعية، لتصل الكرة إليه قبل أن يحولها مباشرة نحو شباك فوزي شاوشي مع حلول الدقيقة ال 4 من عمر المباراة، لتتعقد حسابات المدير الفني رابح سعدان عقب تقدم كوت ديفوار. ظلت حالة غياب التركيز مستمرة مع محاربي الصحراء ، ما أتاح الفرصة للمنتخب الإيفواري بمباغتة مدافعي ''الخضر'' بالهجمات المرتدة، والتي كادت أن تسفر إحداها عن احتساب ركلة جزاء في الدقيقة ال ,13 بعد سقوط ديدييه دروجبا أمام مرمى شاوشي إلا أن الحكم أمر بمواصلة اللعب، محذرا نجم تشيلسي من تكرار السقوط دون سبب حقيقي. بدأ أشبال سعدان في التماسك بعد مرور 20 دقيقة على بداية الشوط الأول، وشكلت محاولات كريم زياني وكريم مطمور ورفيق حليش خطورة كبيرة على المرمى الإيفواري، لكن غياب الدقة حال دون إدراك التعادل. واصل ''الخضر'' ضغطهم الهجومي إلى أن حقق هدفه بإدراك التعادل في الدقيقة ال ,41 من تسديدة صاروخية أطلقها مطمور داخل منطقة الجزاء، فشل معها الحارس الإيفواري أبو بكر باري في التصدي لها، مكتفيا بمشاهدة الكرة داخل شباكه. وكاد عبد القادر غزال أن يضيف الهدف الثاني للجزائر في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بعدما سدد بقوة تجاه المرمى الإيفواري، إلا أن الكرة افتقدت للدقة وذهبت إلى خارج الملعب، قبل أن يلحق بها مطمور المنطلق من الخلف إلى الأمام. لم يتأخر مطمور مع بداية الشوط الثاني في توجيه رسالة تحذير إلى مدافعي كوت ديفوار، مفادها أن هجمات الخضر لن تتوقف، فاختراق بسرعته الجهة اليسرى للفريق الإيفواري، لكن التدخل الدفاعي كان في الوقت المناسب لتتحول الكرة إلى ضربة ركنية للجزائر. تماسكت كوت ديفوار سريعا لتبادل الجزائر الهجمات، لكن التمركز الصحيح لمدافعي ''الخضر'' لعب دورا كبيرا في الحفاظ على مرماهم، في الوقت الذي لم يستغل فيه دروجبا ورفاقه الضربات الركنية التي أتيحت لهم. وكرر مطمور تهديده للمرمى الإيفواري في الدقيقة ال ,54 بعدما تلقى كرة طولية من مراد مغني، فسددها مطمور مباشرة، إلا أن الكرة علت العارضة لتذهب إلى ضربة مرمى. وأضاع كالو فرصة هدف ثان لكوت ديفوار في الدقيقة ال ,57 بعدما انطلق نحو مرمى شاوشي، مستغلا مهارته الفردية، إلا أن تسديدته ذهبت على بعد مسافة قليلة من القائم الأيسر لمرمى شاوشي، لتتحول الكرة إلى ضربة مرمى. لجأ المنتخب الجزائري لتهديد المرمى الإيفواري بالاعتماد على الكرات العرضية، خاصة من الجبهة اليمنى ''للخضر'' بواسطة مطمور، وكاد غزال أكثر من مرة أن ينجح في تسجيل الهدف الثاني، لكن التدخل الدفاعي في الوقت المناسب، أبعد الكرة دائما بعيدا عن مرمى باري. وأهدر مطمور الفرصة الذهبية للتقدم في الدقيقة ال ,68 بعدما انفرد بحارس مرمى كوت ديفوار، مستغلا خطأ دفاعيّا قاتلا، لكن ''مطمور'' سدد الكرة في يد الحارس أبو بكر باري. وتوقفت أنفاس الجماهير الجزائرية في الدقيقة ال ,84 بعدما نجح عبد القادر كيتا في تخطى لاعبي الجزائر، قبل أن يرسل تمريرة متقنة إلى زميله جيرفيه ياو كواسي، الذي انطلق سريعا نحو مرمى ''الخضر''، لكنه فشل في استغلال انفراده بشاوشي، ليسدد كرة طائشة علت العارضة. وأطلق كيتا تسديدة صاروخية في الدقيقة ال ,89 سكنت الزاوية اليمنى لمرمى شاوشي، الذي لام مدافعيه لسماحهم للاعب كوت ديفوار بالتسديد بكل سهولة دون قيود دفاعية. وردّ مجيد بوقرة سريعا في الدقيقة ال 91 بهدف التعادل من ضربة رأسية، مستغلا خطأ دفاعيا قاتلا من لاعبي كوت ديفوار، لتمتد أطوار المقابلة إلى الوقت الإضافي. بدأت الجزائر بقوة الشوط الإضافي الأول، بتسجيل الهدف الثالث للخضر في الدقيقة ال ,93 من ضربة رأسية سكنت شباك أبو بكر باري من قبل البديل عامر بوعزة. وأهدر دروغبا فرصة التعادل في الدقيقة ال ,96 بعدما سدد كرة قوية، تألق في التصدي لها الحارس شاوشي، الذي أصرّ على إكمال المباراة رغم المعاناة التي يعاني منها في ظهره. استمرت الجزائر في تفوقها الهجومي أمام كوت ديفوار خلال الشوط الإضافي الثاني، وواصلوا إهدارهم للأهداف بواسطة عبد القادر غزال وجمال عبدون ومطمور، إلى أن أطلق الحكم صفارته معلنا نهاية المباراة. وبعد نهاية المباراة خرجت الجماهير الجزائرية في المدن الجزائرية وفي المهجر لايبما في كا من باريس ومرسيليا للتعبير عن الفرحة التي أكد عقبها المدرب رايح سعدان في تصريحاته أن المنتخب الوطني كان يلعب مستشعرا تمثيله لكل العرب في هذه المنافسة، حيث حيا أداء أشباله الذي رآه متميزا ورائعا دون أن ينقص من قيمة المنافس الذي عبر عن احترامه له وتقديره كل التقدير، ليبرز أن هذه المقابلة أبانت للعالم معالم متخب وطني قوي وصامد بلياقة بدينة عالية، وهو نفس شعور بوغرة الذي منح المقابلة وقتا إضافية بعد تعديله النتيجة.