أكدت العديد من الدراسات العلمية أن العناق قد يكون أحياناً أفضل من الدواء عندما يشعر المرء بتوعك أو يمر بحالة توتر نفسي، وذلك لأن الجلد يحتوى على عدد كبير من الألياف العصبية التي تنشط عند العناق أو لمس الجسد بشكل خفيف، حيث تقوم بنقل معلومات عن ذلك إلى الدماغ مما يخلق شعوراً بالبهجة. وقد توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن العناق بين الأزواج يحمي الأزواج من الأمراض القلبية، وذلك لأنه يرفع مستويات هرمون ''الأوكسيتوسين'' المعروف ب''هرمون الارتباط'' التي يقلل من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يقلل من مخاطر التعرض لأمراض القلب. وأشار باحثون من جامعة نورث كارولينا، إلى أن معدلات ''الأوكسيتوسين'' ارتفعت لدى الرجال والنساء بعد عملية العناق، كما سجل ارتفاع كبير للهرمون لدى الأزواج المحبّين، مقارنة بالأزواج الآخرين، كما ظهر أيضاً انخفاض في معدلات هرمون ''الكورتيزول'' لدى النساء بعد العناق، إضافة إلى تدني ضغط الدم لديهن. وأعلنت كارين جروين التي قادت الدراسة، أن دعم الزوج أو الزوجة الكبير يرتبط بزيادة هرمون ''الأوكسيتوسين'' لدى الزوجة أو الزوج، ومع ذلك فإن أهمية هذا الهرمون تكمن في تأثيراته الجيدة الكبيرة على القلب والأوعية الدموية لدى النساء. وخلصت الدراسة إلى أن العناق هو الشيء الجميل الذي يحمي القلب ويسعد البشر. توصلت دراسة أمريكية إلى أن الزواج السعيد يخفض ضغط الدم لدى الرجال والنساء في حين ان الزواج التعيس يرفع ضغط الزوجين. واكتشفت جوليان هولت لنستاد من جامعة بريجهام يونج أن ضغط الدم المسجل خلال 24 ساعة لدي الرجال والنساء السعداء في زواجهم كان أقل بأربع درجات منه عند العازبين. وشملت الدراسة مراقبة ضغط دم 204 أشخاص متزوجين و99 شخصاً من العازبين على مدى 24 ساعة، وكشفت الدراسة أن المتزوجين التعساء يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر من المتزوجين والعزاب السعداء، لكن الدراسة أظهرت ان وجود أصدقاء داعمين لا يحسن وضع ضغط الدم لدى العزاب أو المتزوجين التعساء. وقالت هولت لنستاد: ''يبدو ان ثمة فوائد صحية للزواج، لكن لا يكفي أن تكون متزوجاً حتى تكون بصحة جيدة.. ما يحمي الصحة هو أن يكون الزواج سعيداً''. واكتشف الباحثون أن ضغط دم المتزوجين وبخاصة السعداء منهم ينخفض خلال وقت النوم أكثر منه عند العزاب. كما توصلت دراسة حديثة إلى أن الزواج له فوائد كثيرة تنعكس على الصحة العقلية والجسدية للزوجين. وأوضح البحث أن الصحة العامة للأزواج أفضل كثيراً من غير المتزوجين، كما أن فرص إصابتهم بالأمراض تقل بعد الزواج، وأضاف أن نسبة الانتحار بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين. ومن الفوائد التي تعود على المتزوجين أيضا أن متوسط إقامة المتزوجين في المستشفيات يقل كثيراً، بينما يرتفع معدل شفائهم. وتبين للباحثين أيضاً أن الجهاز المناعي لدى المتزوجين أقوى أداءً، وفيما يتعلق بالصحة النفسية، وجد البحث أن المتزوجين أقل عرضة للاكتئاب والتوتر والقلق. وقد جاءت هذه الدراسة النيوزيلندية لتنفي الفكرة العربية السائدة عن الزواج بأنه من أسباب النكد والضغط النفسي.