''لا أسنطيع أن أبدا يومي دون أن ارتشف فنجانا من القهوة، لقد أصبحت مثل المخدرات تسري في عروقي، لا يمكن أن أتخيل أن يمر علي يوم دون فنجان من القهوة''، هذه بعض آراء الجزائريين فيما يخص أكثر المنبهات استهلاكا في الجزائر، حيث يتحول اعتياد البعض على شرب القهوة أو الشاي، إلى تعلق عاطفي بهذه المادة مع مرور الوقت، ثم يصبحون مدمنين فعليا عليها، حيث لا يمكنهم الاستغناء عنها ولا التخلي عن فنجان مشروبهم المحبوب، وبل ويمتد الأمر عند الآخرين إلى حد الارتباك إن لم يتواجد الفنجان السحري أمامهم لإفضاء الجدية على عملهم. والارتباط بالمنبهات امتد إلى النساء، فمنهن كثيرات لايستغنين عنها، وشملت حتى فئة الأطفال الصغار، فآباء اعتدوا على تقديمها لهم، دون مراعاة مؤثراتها السلبية والتقليل منها، لا لأنفسهم ولا حتى لأطفالهم الصغار. فما السر يا ترى من شربها؟ واستمرار تذوقها هل هو مخدر أم ''نفحة '' و''محبة خاطر'' بالعامية. أضحت الكافيين محفزا يؤثر على الكبار والأطفال بشكل متساوٍ، باعتبارها مادة مخدرة طبيعية، تستخرج من الأوراق والحبوب من نباتات مختلفة، حيث يتم تصنيعها وإضافتها لبعض الأطعمة. واستعمالها اليومي والمتكرر جعلها مادة محفزة للجهاز العصبي المركزي وبأدنى مستوياتها يمكن أن تسبب التوتر واليقظة والنشاط المفرط، آلام واضطراب في المعدة، صداع، صعوبة في التركيز، زيادة في معدل نبضات القلب، الزيادة في ضغط الدم. وبالنسبة للأطفال أي كمية صغيرة من الكافيين، يمكن أن تسبب هذه الأعراض. ''القهوة والشاي يافاهم إذا جبت اخباروا'' او'' القهوة وڤاروا خير من السلطان في داروا'' فنجان من القهوة أو الشاي يستلذه به ملايين مواطني الجزائر، فلا حياة من دونهما. وحسب الاستطلاع الذي قمنا به وما لاحظناه أن سيدات وفتيات أصبحن لا يصبرن على تناول القهوة أو الشاي، أضحين مرتبطات عاطفيا بها. وفي هذا الشأن قالت السيدة''فاطمة الزهراء''، 56 سنة وهي ماكثة بالبيت، إن القهوة بالنسبة لها كالنظارات توضح طريقي، أي من دونها لا أرى شيئا، فمقدار فنجانين في اليوم صباحا ومساء كافية''. مشيرة إلى انها تعاني من مرض ضغط الدم وحرقة في المعدة، والطبيب قد منعها من تناولها، ولكن وعلى حد قولها ''لم اعر الطبيب أدنى اهتمام''. في حين أعربت لنا السيدة أمال صاحبة محل الحلاقة بعين البنيان أن القهوة ''أضحت تلازمني طيلة اليوم، فقد تعودت على شربها أكثر من أربع مرات في اليوم''. لتقول الآنسة ''شناز'' طالبة جامعية ''إني ادلل نفسي باقتناء العديد من مذاقات القهوة، لأتلذذ بفنجانين من النكهة، حيث اكتشفت أنني خلال شهر واحد فقط استهلك نصف كيلوغرام من البن، ولا أعاني من أي ارق، لأني جسمي تعود على جرعتها'' . الشاي بديل للهروب من سيطرة القهوة والشاي بدوره له تاثير السحر على بعض النساء، مثل الآنسة ريما المدمنة على شربه بمعدل ستة أكواب، وبحجم الكأس الكبير يوميا في فترات النهار المختلفة، قائلة إنها لا تعاني من الأرق بحيث تخلد للنوم مباشرة لما تمتد على فراشها، مؤكدة ان الشاي يزودها بجرعات النشاط والحيوية، فهي ترى فيه المقوي الحقيقي الذي يساعدها على فتح عينيها أكثر، على حد قولها. ومن جهتها اعتبرت أمينة وسعاد ان الشاي من أولوياتهن ولا يستطعن الاستغناء عنه مطلقا، حيث قالتا إنهن يشربن من ثلاثة الى أربعة أكواب في اليوم ''ان هناك منبها بداخلي يجبرني على ذلك ويذكرني بضرورة شرب الجرعة، لأنه ضروري جدا، فنجان في الفترة الصباحية، وفنجانان بعد كل وجبة طعام، فهو مهم جدا بالنسبة إلينا لخدمة الصحة، لان خبراء الصحة ينصحون بذلك لأسباب كثيرة''، أطباء يحذرون ويدقون ناقوس الخطر تأثيرات الكافيين على الأطفال قد لا يتخيل الآباء بأنهم يقدمون لاطفاهم كوبا من القهوة المليئة بالكافيين، ومع ذلك فهم يقدمون الكافيين بشكل منتظم لأبنائهم دون أن يعرفوا، لقد أصبحت الأطعمة والاشربة التي تحتوي على الكافيين، متوفرة ومتنوعة وبعبوات وأسماء مموهة في كل مكان، وفي هذا الشأن أوضحت الطبيبة '' حيبل. ص''، خبيرة في مجال الغذاء بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن الجزائر لم تطور أي إرشادات لكمية الكافيين الموصي بها للأطفال ،في حين أن الإرشادات الكندية توصي بان لا يتناول الطفل الصغير بعمر سنيتن، أكثر من 45 ميلغراما من الكافيين يوميا، وهذا ما يعادل إلى حد ما 4 قطع شكولاطة بالحليب وزن 43 غراما، مشيرة في ذات النقطة إلى أن الأطفال أضحوا يتناولون أكثر من 45 ميلغراما من الكافيين يوميا، تقدم لهم في مشروبات محلاة صباحا ومساء من طرف آبائهم. مؤكدة ان هناك مشروبات تحتوي على الكافيين، سعرات حريراتها فارغة وغير مفيدة، تحرم الطفل من الحصول على المغذيات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها لبناء أجسام قوية، فتجعلهم في خطر اكبر للإصابة بنقص التغذية. هذا وأضافت أخصائية التغذية بالنسبة للأطفال الذين يتناولون الصودا بكثرة، يمكن أن يحرموا أجسادهم من حصص الكالسيوم الأساسية لبناء العظام، بسبب تفضيلهم للمشروبات المحلاة الغنية بالكافيين على الحليب وغيره، حيث إن تناول المشروبات الغازية، يمكن أن يسبب تسوس الأسنان بسبب الكمية المبالغ فيها من السكر ،الأمر الذي يمكن أن يسبب تأكل الأسنان، بسبب الحمض الموجود في المشروبات الغازية، باعتبارها تحتوي على 45 ميلغراما من الكافيين الموجودة بالصودا، على 10 ملاعق صغيرة من السكر، قائلة إن 60 بالمائة منهم يصابون بالسمنة. ... وسلبياتها أكبر ولا بد من الاستغناء عنها و استبدالها ومن جانب آخر وبخصوص مخاطر هذه المادة، أوضحت ذات الأخصائية أن الكافيين مضر بالبول، وقد يسبب فقدان الجسم للسوائل عن طريق البول، الأمر الذي يسبب الجفاف للأطفال،كما أن الكافيين يمكن أن يسبب مشاكل جدية في القلب والجهاز العصبي، وأيضا ظهور أعراض أخرى تتمثل في الإصابة بالصداع، الم في العضلات،كآبة مؤقتة والشعور بالتوتر، خاصة بالنسبة للذين يتناولون الكثير منها، وهي تنصح بالتقليل من تناول الصودا أو بتناول كوب ماء بعد كل مشروب يحتوي على الكافيين، فبعض الآباء لا يكونون على دراية بهذه الناحية الخطيرة، فهناك لأطفال يستهلكونها بشكل منتظم وتحت إشراف أبائهم أحيانا. هذا وأعطت لنا بعض الحلول يمكن للآباء اتباعها، لأجل حماية أطفالهم من مخاطر الكافيين، باستبدال المشروبات الغازية في المنزل والمطعم، بمشروبات منعشة من الفاكهة أو الماء، وأيضا تقليل كمية الشكولاطة التي يتناولها الطفل في اليوم، مستدلة بمثال عن تناول قطعة من الشوكولاطة، فلا يمكنه الحصول على مثلجات بنكهة الشكولاطة.