أعلنت فرنسا والولايات المتحدة أن الوقت حان لتبني ''عقوبات قاسية'' على إيران، وذلك على خلفية قرار طهران بدء تخصيب اليورانيوم إلى مستوى20 بالمئة، في حين حذرت روسياطهران من مواجهة عقوبات اقتصادية أشد، إذا نفذت خطتها لتخصيب اليورانيوم كما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت الدعوة الأميركية الفرنسية في بيان مشترك عقب اجتماع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في باريس. ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول فرنسي قوله عقب الاجتماع إن الرجلين اتفقا على أن ''الوقت حان لتبني عقوبات شديدة (ضد إيران) أملا في استئناف المفاوضات''. وسبق أن صرح غيتس في العاصمة الفرنسية بأن إيران لم تترك للمجتمع الدولي من خيار سوى فرض عقوبات جديدة بعد قرار طهران البدء اعتبارا من الثلاثاء في رفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى 20٪. من جانبه وصف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الخطوات التي اتخذتها إيران في الآونة الأخيرة بشأن برنامجها النووي بأنها ''ابتزاز'', مشددا على أن العقوبات الدولية باتت ضرورية، مشيرا إلى أن الصين لم يتم إقناعها بعد بضرورة فرض تلك العقوبات. ومن جانبها جددت الخارجية الروسية مطالبتها طهران بضرورة تنفيذ اتفاق إرسال اليورانيوم إلى الخارج لإعادة تخصيبه، وقال متحدث باسم الوزارة إن سبيل الخروج من الموقف الراهن هو التزام إيران بالاتفاق الذي توصل إليه بجنيف في أكتوبر الماضي. وحذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما الروسي البرلمان إيران من مواجهة عقوبات اقتصادية أشد، ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن قسطنطين كوساتشوف قوله إن على المجتمع الدولي أن يبعث رسالة قوية ومتماسكة إلى إيران برفضه خطوة تخصيب اليورانيوم التي وصفها بأنها خطوة إلى الوراء. في السياق ذاته أعلن التلفزيون الإيراني أن طهران بدأت أمس الثلاثاء فعليا عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى عشرين بالمئة في منشأة ''نطنز'' النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط تهديدات غربية بفرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي أعلن أن إيران ستبدأ رفع مستوى تخصيب اليورانيوم لغرض الأبحاث العملية، موضحاً بأن من حق بلاده إنتاج يورانيوم بنسبة 20 في المائة. وقال صالحي: ''كما أعلنا سابقا أن إيران قادرة على إنتاج الوقود النووي بأي نسبة من التخصيب، عرضنا على الدول الأجنبية عن طريق الوكالة الدولية أننا نفضل شراء الوقود لمفاعل طهران البحثي من الخارج، ولكن للأسف كانوا غير مستعدين للتعاون معنا في هذه المجال''، وقال ''هذا العرض لا زال مفتوحا وأنهم مستعدون لاستلام الوقود من الخارج وإيقاف التخصيب في الوقت الذي تستلم إيران الوقود لمفاعل طهران. وأوضح أن المحطة ستنتج أدوية لمليون مريض بالسرطان، مشيرا إلى نية إيران بناء عشر محطات لتخصيب اليورانيوم العام المقبل.