حمّل المغرب الجزائر مسؤولية ما وصفه بفشل المفاوضات الجارية بواشنطن بخصوص الصحراء الغربية، وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن الجزائر هي ''المفتاح'' لإحياء المفاوضات المتوقفة مع جبهة البوليزاريو حول مستقبل الصحراء الغربية. وفى المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب يومين خصصا لاجتماع ترعاه الأممالمتحدة، ألقى باللائمة على الدولة المجاورة وهي الجزائر، وحركة استقلال الصحراويين لعدم إحراز تقدم في حل النزاع في المستعمرة الإسبانية السابقة. وكانت الخارجية المغربية قد اتهمت الجزائر بالمسؤولية بالوقوف وراء ما أسمته ''حملة'' تشويه سمعة المغرب، والتي كانت المناضلة الحقوقية اميناتو حيدر البطلة فيها. وعن الاجتماع بين الطرفين فقد أكد بيان الأممالمتحدة أن ممثلين عن المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليزاريو) قد فشلا في الحد من الخلافات بينهما خلال اجتماع غير رسمي استمر يومين في ضواحي نيويورك. وقال كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحراء الغربية إنه ''في ختام الاجتماع لم يوافق أي من الطرفين على اقتراح الطرف الآخر كأساس وحيد للمفاوضات المقبلة''. وأضاف البيان أن الطرفين أكدا التزامهما ''مواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن'', موضحا أن روس ''سيقوم لهذه الغاية بزيارة إلى المنطقة لإجراء مزيد من المشاورات مع الطرفين وباقي الأطراف المعنية''. وقال روس إن الاجتماع ''عقد في جو من الالتزام الجدي والصراحة والاحترام المتبادل''. وعقد هذا الاجتماع المغلق في مركز آي بي أم التعليمي في ارمونك بمبادرة من روس. وهو ثاني لقاء غير رسمي بعد اجتماع أول مماثل عقد في فيينا في أوت. وهو يهدف إلى تمهيد الطريق لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية بين الجانبين. ولم تنجح الدورات الأربع السابقة التي عقدت برعاية الأممالمتحدة في مانهاست قرب نيويورك منذ جوان ,2007 في تقريب وجهات النظر بين الجانبين حول مستقبل الصحراء الغربية. وقال محمد خداد المسؤول في بوليزاريو الذي حضر الاجتماع في ارمونك إن الجانبين ركزا على حقوق الإنسان وإجراءات بناء الثقة. إلا أنه قال إن الرباط ''تواصل الاستخفاف بقضية حقوق الإنسان ورفض تحقيق للجنة دولية في هذا الشأن والتحقيق في الانتهاكات التي يرتكبها الجانبان عن طريق بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية أو مكتب المفوض العالي للاجئين''. وأضاف أن ''الكرة الآن في ملعب مجلس الأمن الدولي'', مشيرا إلى أن الدول ال 15 الأعضاء يجب أن تشدد على حقوق الإنسان عند اجتماعها في أفريل للتصويت على تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة.