يلتقي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام الأممي الى الصحراء الغربية اليوم بمخيمات اللاجئين بالرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز للاطلاع على الطروحات الصحراوية ومواقفها بخصوص استئناف مفاوضات السلام المعطلة منذ أشهر بين جبهة البوليزاريو والمغرب قصد تسوية قضية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. ويصل المبعوث الاممي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بأقصى الجنوب الجزائري في ثاني محطة له ضمن جولة مغاربية هي الأولى منذ توليه مهامه شهر جانفي الماضي قادته أولا إلى العاصمة المغربية الرباط حيث اجرى مباحثات مع المسؤولين المغربيين وعقده لقاء مع الملك محمد السادس. وكشف محمد سالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية الصحراوي عشية زيارة الموفد الأممي عما تنتظره جبهة البوليزاريو من المبعوث الأممي الجديد وقال "إننا ننتظر من الاممالمتحدة إعادة بعث المفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع وبما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وجدد الوزير الصحراوي تمسك البوليزاريو بحل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية. من جهته وصف محمد خداد المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" جولة روس "بالفرصة السانحة" لإعادة تفعيل مسار السلام من أجل تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وجدد المسؤول الصحراوي التأكيد على أن تقرير الشعب الصحراوي لمصيره عن طريق استفتاء حر ونزيه يبقى السبيل الديمقراطي والشرعي الوحيد لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وأكد استعداد جبهة اليوليزاريو للتعاون مع المبعوث الاممي وتقديم كل الدعم والمساعدة له من اجل تمكينه من أداء مهمته موجها في الوقت نفسه نداء إلى المجموعة الدولية بالقيام بكل ما في وسعها لدعم المساعي الأممية الحالية الرامية إلى تسوية القضية الصحراوية وتفادي الصعاب التي شهدتها العملية التفاوضية الى حد الآن. وسعى الدبلوماسي الأمريكي في أول مهمة له منذ توليه مهامه شهر جانفي الماضي خلفا لسابقه بيتر فان فالسوم إلى الحصول على تأييد المغرب لإعادة إطلاق المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية. ورغم انه لم تتسرب أية معلومات حول مضمون المباحثات التي أجراها روس مع المسؤولين المغربيين فإن التصور العام يؤكد أن الدبلوماسي الأمريكي يكون قد سمع نفس الخطاب الذي تروج له الرباط عندما يتعلق الأمر بتسوية القضية الصحراوية. ويؤكد هذا التوقع التصريحات التي أدلى بها قادة الأحزاب المغربية سواء المنخرطة في الحكومة أو تلك المحسوبة على المعارضة والذين تمسكوا بمخطط الحكم الذاتي كخيار وحيد لإنهاء النزاع القائم في الصحراء الغربية وقالوا أنهم تحدثوا إلى الوسيط الدولي ب"صوت واحد". وكان روس التقى برئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ووزيره للخارجية الطيب الفاسي الفهري كما أجرى مباحثات مع مدير المخابرات محمد ياسين المنصوري ومسؤولين في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ولكنه تفادى الإدلاء بأي تصريح. وهو الأمر الذي فسرته مصادر دبلوماسية أن المبعوث الاممي جاء إلى المنطقة بهدف الاستماع إلى وجهات نظر الأطراف المعنية بالنزاع حيال استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع تأخذ بالاعتبار الصعوبات التي اكتنفت أشواطها السابقة خاصة ما يتعلق بتمسك الرباط بمخطط الحكم الذاتي وشكل ذلك أهم العوائق في تسوية هذا النزاع في الفترة الأخيرة. ورجحت نفس المصادر أن يكون روس حمل تصورات بخصوص أفضل الصيغ الممكنة قصد التوصل إلى تسوية عادلة ونهائية للنزاع الصحراوي تستند إلى مرجعية القرار الاممي 1813 والذي نص على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للنزاع وفقا لمبادئ الشرعية الدولية المقرة بأحقية الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها. وكان مسؤولون أمميون دعوا إلى عدم تعليق آمال عريضة على جولة روس المغاربية موضحين أنها تهدف فقط إلى تقييم فرص استئناف العملية التفاوضية التي أصيبت بالجمود بعد تسعة أشهر من انطلاقها بسبب رفض المغرب التفاوض خارج إطار مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع. للإشارة فإن روس سيزور الجزائر يوم الأربعاء القادم وذلك قبل أن ينتقل إلى مدريد وباريس عاصمتا الدولتين الأوروبيتين المؤثرتين في مسار القضية الصحراوية من منطلق دعمهما اللامشروط للطروحات المغربية. ويكون الدبلوماسي الأمريكي من خلال إدخاله لمحور مدريد باريس في تسوية النزاع الصحراوي قد تبنى مقاربة مخالفة عن تلك التي انتهجها سابقه الهولندي بيتر فالسوم الذي أبدى انحيازا مفضوحا للطرف المغربي مما افقده صفة الوسيط الدولي في هذا النزاع الذي تجاوز عقده الثالث.