لاتزال معاناة معظم العائلات القاطنة بالعمارة رقم ''''08 بشارع الجزائر ببلدية الحراش الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، مع الوضعية الكارثية التي تعرفها عمارتهم على غرار باقي العمارات الأخرى، متواصلة لحد الساعة، وذلك منذ ما يفوق ال 40 سنة، نتيجة الاهتراءات والتصدعات التي تعرفها عماراتهم، هذه التشققات التي زادتها أشغال المترو والحفريات تعقيدا وتضررا كبيرا. بهذا الصدد أعربت العائلات القاطنة بذات الشارع والتي يزيد عددها عن 20 عائلة ل ''الحوار''، عن استيائها الشديد للوضعية الكارثية التي تتخبط فيها منذ سنوات طويلة، بسبب التصدعات والتشققات التي تشهدها بناياتهم، كما أكدت أن جميع المعاينات صنفت البنايات في خانة الخطر، غير أن السلطات وعلى رأسها الدائرة الإدارية للحراش، لم تعرهم أي اهتمام ولم تعطهم أي أمل في الترحيل أو إعادة تهيئة سكناتهم بشكل يعيد إليها نوعا من المتانة والصلابة التي تحول دون انهيارها حسبهم-. في سياق مماثل وصفت العديد من العائلات حالة البيوت التي تقطنها ب ''الكارثية''، في الوقت الذي تتواصل فيه أشغال إنجاز مترو الجزائر التي أحدثت تصدعات كبيرة بالمباني والعمارات المجاورة والمحيطة بالمشروع، مضيفة أن آليات الحفر تحدث هزات في العمارات وكأنها زلزال، مما يضطر الأفراد إلى الفرار نحو الخارج خوفا من حدوث أي مكروه. تجار يرفضون مغادرة المكان المناخ الملائم لنشاطهم على صعيد آخر أعرب جل التجار وأصحاب المحلات، عن رفضهم الرحيل وترك محلاتهم، بحجة خوفهم من عدم وجود المناخ التجاري الملائم في حال تحويلهم نحو وجهات أخرى قد تؤثر على تجارتهم، غير أنهم يشتكون من تغاضي السلطات المحلية عن وضعية البناية رقم ''''08 التي يشغلونها منذ ما يفوق ال 40 سنة، بفعل الانهيارات التي لحقت بالطابق العلوي منها، وتم على إثرها ترحيل سكانها إلى منطقة ''بن طلحة'' ببراقي منذ أكثر من 06 سنوات. من جهة أخرى أكد بعض التجار أن الطابق السفلي للبناية التي يشغلونها ليست به أية أضرار تجعله عرضة للسقوط على رؤوس أصحابه، حيث أن الطابق الثاني عرف اهتراء كبيرا استدعى من السلطات المحلية ترحيل العائلات التي كانت تسكنه خوفا من الموت تحت أسقف البناية، بعدما صنفها خبراء البناء في الخانة الحمراء. ... والسكان يؤكدون الخطر وأفاد السكان الآخرون للبناية، أن شكل البناية المنهار والأجزاء المتشققة واضحة للعيان، وتنبئ بخطر انهيارها على الطابق السفلي وعلى المارة من سكان الحراش في أية لحظة، الوضع الذي تطلب من مصالح بلدية الحراش الإسراع في إخلاء هذا المبنى من خلال تقديمها مقترح انتقال التجار المعنيين إلى محلات جديدة بمنطقة ''تقصراين'' ببلدية بئرالخادم، غير أن العرض لم يلق استحسان المعنيين بالترحيل بسبب عدم اكتمال أشغال بناء المحلات، حيث اقتصرت عملية الإنجاز على أعمدة دون جدران مكتملة ومطلية، مما يجعل مهمة اكتمالها تقع على كاهل التجار المرحلين، وهم مطالبون بدفع مبلغ 200 مليون سنتيم لشراء المحل الجديد ومبلغ 5000 دج كدفعة شهرية للكراء، حسب تصريحاتهم فضلا عن هذا يشتكي التجار أيضا من افتقار موقع المحلات للحركة التجارية بسبب بعد المسافة بين هذه المحلات والسكنات. وكنتيجة لهذه الوضعية الصعبة التي يعيشها سكان هذه العمارات، يناشد هؤلاء السلطات المعنية والمحلية التدخل العاجل وإيجاد آليات أخرى لترحيلهم أو إعادة إسكانهم أو ترميم بناياتهم قبل وقوع كارثة إنسانية بحقهم.