تناشد العائلات المقيمة بشارع ''زموري بومدين'' رقم 42 ببلدية بولوغين الواقعة بقلب ولاية الجزائر العاصمة، السلطات البلدية من أجل التدخل السريع، والتكفل بوضعيتها الخطيرة التي تزداد حدة يوما عن آخر وبالأخص في فصل الشتاء، جراء التصدعات والتشققات التي تشهدها بناياتهم منذ ما يفوق 35 سنة، نظرا لقدم هذه البنايات التي يعود تاريخ تشييدها للعهد الاستعماري. في هذا الصدد أعرب هؤلاء السكان ممن تحدثوا ل ''الحوار''، عن تخوفاتهم الشديدة من احتمال انهيار بنايتهم فوق رؤوسهم في أي لحظة من اللحظات، نظرا للتشققات الكثيرة التي تشهدها العمارة، والتي تسببت في تسرب مياه الأمطار للداخل، ما أحدث ثورة غضب لدى هؤلاء السكان الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كل ليلة تتساقط فيها الأمطار بكميات سواء كانت قليلة أو كثيرة، إلى قضاء ليلة بيضاء، نتيجة تخوفاتهم الكبيرة من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة أو انهيار البناية من جهة، ونظرا لعدم وجود مكان يابس لم تلمسه مياه الأمطار للنوم فيه براحة من جهة أخرى.في ذات السياق أكدت معظم العائلات المقدرة ب13 عائلة، أنها تقيم بهذا الحي منذ ما يفوق 35 سنة، غير أن أوضاعها غير لائقة وحالها يزداد خطورة ومعاناة يوما عن آخر، وسط هذه السكنات التي تفتقد للأمن والأمان، نتيجة مرور وقت طويل على تشييدها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ما تسببه من انبعاث الرطوبة التي ترتفع حدة على مدار فصلي الصيف والشتاء، وما تحدثه من مشاكل وأمراض وسط سكان العمارة، لاسيما الأطفال وكبار السن كالشيوخ، واللذين لا تقوى أجسادهم على تحمل الأمراض. .. ''المير'' يؤكد أن السكان رفضوا قرار ترحيلهم إلى الشاليهات على صعيد ذي صلة أكدت السلطات البلدية لبولوغين على لسان الناطق الأول باسم المجلس الشعبي البلدي لهذه الأخيرة السيد يزيد حماش، علمه بالوضعية الصعبة التي يتخبط فيها سكان العمارة المهددة بالانهيار والمصنفة في الخانة البرتقالية بعد زلزال ماي 2003 ، غير أنه حمل مسؤولية بقاء الوضع على حاله، إلى رفض معظم العائلات القاطنة بالبناية ترحيلهم إلى الشاليهات بصفة مؤقتة، حيث قال ''حاولنا منذ أسبوعين تقريبا ترحيلهم إلى الشاليهات، غير أنهم فضلوا البقاء والعيش وسط هذه السكنات بدل الرحيل إلى الشاليهات''. من ناحية أخرى أكد هؤلاء السكان، أن الشاليهات المخصصة لإيوائهم لا تصلح للإيواء والعيش وسطها، بسبب انعدام الخدمات بها فلا النوافذ ولا الأبواب ولا الكهرباء ولا الأمن موجودين، ما يجبرهم على الرفض بدل القبول، كما أن الشقق الموجودة بها قليلة وضيقة مقابل عدد الأفراد لكل أسرة، وفي انتظار تحقيق مسألة الترحيل إلى سكنات لائقة، يبقى هؤلاء السكان يعيشون ويتوقعون حدوث الخطر في كل وقت يمر.