قالت جماعة معنية بحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من الفتيات المغربيات اللاتي يعانين من فقر أسرهن وقلة تعليمهن يتحملن الانتهاكات حينما يعملن خادمات، حيث يستغل أرباب عملهن الخصوصية التي توفرها لهم منازلهم. وفي تقرير مؤلف من 60 صفحة بعنوان ''داخل المنزل.. خارج القانون.. إساءة معاملة خادمات المنازل الاطفال في المغرب'' أشارت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إلى حالات انتهاك خاصة بفتيات يمكن أن تبلغ أعمارهن خمس سنوات. ويعملن مئة ساعة في الأسبوع دون راحة أو عطلة أسبوعية مقابل 5,6 درهم مغربي يوميا. وتصف رشا (14 عاما) أول وظيفة لها عندما كانت في العاشرة فتقول ''إذا حدث أي شيء.. إذا كسرت أي شيء أو أديت أي عمل بطريقة سيئة.. كانوا يضربونني بحذاء أو حزام على أي جزء من جسمي''. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد الاطفال العاملين في المغرب يصل إلى 600 ألف طفل غالبيتهم يشتغلون بالزراعة وصناعة السجاد. ولكن نشطاء حقوق الإنسان المحليون يقولون إن العدد أكبر من ذلك وان الفقر والأمية يدفعان الاطفال للعمل. وقالت هيومان رايتس ووتش التي مقرها نيويورك إن الانتهاكات بحق الفتيات الخادمات اللاتي يعملن بعيدا عن أهاليهن وعن أعين مؤسسات إنفاذ القانون تجسد مشاكل عمالة الاطفال. وقالت المؤسسة إن قانون العمل المغربي لا ينظم العمل في الخدمة المنزلية. ولا يسمح لمفتشي العمل بدخول المساكن الخاصة للتحقيق في الانتهاكات. ودعت المؤسسة الحكومة إلى جعل الحد الأدنى للعمل هو 15 عاما لجميع الاطفال العاملين وضمان أن يكون للعاملين في المنازل نفس حقوق العاملين الآخرين. ويدافع بعض المغاربة بمن في ذلك أهالي الاطفال الذين يخدمون في المنازل عن عمالة الاطفال بسبب الحاجة مشيرين إلى أن الاطفال الخدم يساعدون أنفسهم وأسرهم بالمال الذي يكسبونه. ولكن كلاريسا بنكومو الباحثة في قسم حقوق الطفل لدي المؤسسة تقول إن تلك أسطورة.وأضافت ''هناك أسطورة بأن هؤلاء البنات يطورن أنفسهن من خلال العمل والحقيقة هي أن أعدادا كبيرة جدا من البنات ينتهي بهن الامر إلى أن يعانين أذى بدنيا ونفسيا مستمرا''.