المختصون يلحون على التغذية الجيدة لتجاوز مشاكل النمو لدى الأطفال اعتبر عدد من الاخصائيين في طب الأطفال أن التغذية السليمة تؤتي ثمارها على المدى القريب والبعيد. وشددوا في يوم دراسي من تنظيم جمعية الأمين ومؤسسة دانون الجزائر على أهمية حليب الأم في إعطاء القوة والمناعة لجسم الأطفال، وضرورة أن يأخذ الطفل نصيبه منه على الأقل في الأشهر الستة الأولى من عمره. نظمت جمعية أمين لرعاية الأطفال التابعة لمستشفى مايو باب الواد بمصلحة طب الأطفال بالتعاون مع مؤسسة دانون الجزائر لمشتقات الحليب، يوما دراسيا حول التغذية السليمة ونمو الأطفال. وقد تضمنت الندوة عرض تدخلات عدة من قبل مختصين في طب الأطفال والتغذية من الجزائر وفرنسا ولخصت مجمل هذه التدخلات مجمل الضروريات التي يحتاجها جسم الطفل ليواصل نموه بصفة طبيعية وعادية، مع ضرورة مراقبة غذاء الطفل والحرص على أن تكون التغذية سليمة ومتوازنة وجامعة لكافة احتياجات الجسم من فيتامينات وبروتينات. وركزت جمع التدخلات على عدم حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية قبل الشهر السادس من عمره والحرص على منحه حليب الأم حتى لا يتأثر نمو الطفل الرضيع في هذه الفترة الحساسة من عمره. لا نمو سليم دون غذاء متكامل تطرقت الدكتورة ''بن سمينة'' مختصة في طب الأطفال خلال تدخلها إلى أهمية التغذية السليمة لنمو الأطفال، وركزت في تدخلها على عنصر الحديد الذي يعتبر بالغ الأهمية في مراحل نمو الطفل الأولى إلى غاية مرحلة المراهقة، حيث يؤدي نقصه إلى بروز العديد من المشاكل الصحية التي تعيق نمو الطفل وتؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة مثل أمراض الكبد وفقر الدم بأنواعه وغيرها من الأمراض التي يتسبب فيها نقص هذا العنصر الهام في الدم. وأعطت الدكتورة بن سمينة بعض النصائح لمنح الطفل غذاء متوازنا حيث أكدت أن التنوع في الوجبة يضمن تحصيل الجسم العديد من الفيتامينات في وقت واحد، فطبق الخضر المشكل بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته والفاكهة ضروري جدا لتوازن الوجبة الغذائية أما البقوليات فهي مفيدة جدا في فصل الشتاء لحاجة الجسم للألياف. التغذية السليمة تمنح طفلا سليما ذكّر الدكتور ''وليفيه قولي''، أخصائي طب أطفال من مستشفى ''نيكر'' للأطفال بباريس، بأهمية الغذاء في بناء جسم سليم للطفل، وذكر في مداخلته أن التغيرات التي تطرأ على جسم الطفل خاصة في سنواته العمرية الأولى بحاجة إلى دعم غذائي كبير، حيث أكد أن أي نقص في إمداد الجسم بمركب أو فيتامين معين يكون له تأثير سلبي بالغ نمو الطفل، مبينا في جداول وبيانات تفصيلية دقيقة الاختلالات التي بتعرض لها جسم الطفل إذا حدث أي سوء تغذية خاصة على مستوى الطول والوزن اللذين يتأثران بشكل كبير. كما تحدث الدكتور قولي عن السمنة الزائدة لدى الأطفال وأخطارها البالغة على صحتهم خاصة في السنوات الأولى من عمرهم، حيث تؤدي هذه الأخيرة نتيجة زيادة كميات الغذاء وتجاوزها الحد المسموح به للطفل، إلى حدوث اضطرابات كبيرة على صحة الطفل وتعريضه إلى أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكري التي يمكن تفاديها باتباع نظام صحي جيد يوفر للطفل حاجياته الضرورية دون زيادة أو نقصان، كما تعرض الدكتور إلى العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي يرتبط وجودها بنوع التغذية الموفر للطفل.